للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويُكثِرُ الدُّعاءَ والذِّكر بين (١) ذلك، قال أحمدُ: كان ابنُ مسعودٍ إذا سَعَى بين الصَّفا والمروةِ، قال: «ربِّ اغفِرْ وارْحَمْ، واعْفُ عمَّا تعلمُ، وأنت الأعزُّ الأكرمُ» (٢)، وقد رَوَى التِّرمذيُّ، وصحَّحه مرفوعًا: «إنَّما جُعِل السَّعْي بيْنهما؛ لِإِقامة ذِكْر الله تعالَى» (٣).

ويجب استِيعاب ما بينهما، فيلصق (٤) عقِبَه بأصلهما، فلو ترك بينهما شيئًا -ولو ذِراعًا-؛ لم يُجزئْه حتى يأتي به، والأَوْلَى أن يَرْقَى كما مرَّ.

(يَفْتَتِحُ بِالصَّفَا)؛ لقوله: «نبدأ بما بدأ الله به» (٥)، وعن ابن عبَّاسٍ: أنَّه قرأ الآيةَ، وقال: «نبدأ بالصَّفا، اتبعوا القرآنَ، فما بدأ به القرآنُ فابدؤوا به» (٦).


(١) في (أ): في.
(٢) أخرجه أحمد في مسائل أبي داود (ص ١٦١)، وابن أبي شيبة (٢٩٦٤٧)، والأزرقي (٢/ ١١٨)، والفاكهي (١٣٩١)، والطحاوي في أحكام القرآن (١٣٦٣)، والطبراني في الدعاء (٨٧٠)، والبيهقي في الكبرى (٩٣٥١)، عن ابن مسعود، أنه كان إذا سعى في الوادي، قال: «رب اغفر وارحم، إنك أنت الأعز الأكرم»، وإسناده صحيح.
(٣) أخرجه أحمد (٢٤٣٥١)، وأبو داود (١٨٨٨)، والترمذي (٩٠٢)، وابن خزيمة (٢٧٣٨)، والحاكم (١٦٨٥)، من طريق عبيد الله بن أبي زياد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة مرفوعًا بلفظ: «إنما جعل رمي الجمار، والسعي بين الصفا والمروة لإقامة ذكر الله»، وعبيد الله بن أبي زياد القداح قال فيه ابن حجر: (ليس بالقوي)، وتفرد برفعه، ورواه غيره موقوفًا، وصححه مرفوعًا: الترمذي وابن خزيمة والحاكم، وضعف رفعه الألباني. ينظر: ضعيف سنن أبي داود ٢/ ١٧٠.
(٤) في (أ): فينص.
(٥) أخرجه بهذا اللفظ: أبو داود (١٩٠٥)، والترمذي (٨٦٢)، والنسائي (٢٩٦١)، وهو في مسلم (١٢١٨) بلفظ: «أبدأ بما بدأ الله به».
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة (١٤٦٩٧)، ومن طريقه الحاكم في المستدرك (٣٠٧١)، والبيهقي في الكبرى (٤٠١)، من طريق ابن فضيل، عن عطاء، عن ابن جبير، عن ابن عباس، أن رجلاً أتاه، فقال: يا أبا عباس، أبدأ بالصفا قبل المروة، أو أبدأ بالمروة قبل الصفا، فقال ابن عباس: «خُذ ذلك من قِبَل القرآن، فإنه أجدر أن يحفظ، قال الله : ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ﴾، فالصفا قبل المروة»، وفيه ضعف، عطاء بن السائب اختلط، وابن فضيل سمع منه بعد الاختلاط.