للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

نُسُكًا بمفردها، بخلاف مُزْدَلِفةَ، قاله القاضِي. وعنه: لا يَجِبُ شَيءٌ.

(وَلَيْسَ عَلَى أَهْلِ سِقَايَةِ الْحَاجِّ وَالرِّعَاءِ مَبِيتٌ بِمِنًى)؛ لما رَوَى ابنُ عمرَ: «أنَّ العبَّاسَ اسْتأْذن النَّبيَّ أن يبيتَ بمكَّةَ ليالِيَ مِنًى من أجل سقايته؛ فأذِنَ له» متَّفَقٌ عليه (١)، وروى (٢) عاصمٌ عن أبيه قال: «رخَّص النَّبيُّ لرِعاء الإبل في البَيْتوتة في أن يَرْمُوا يوم النَّحر، ثمَّ يَجمَعوا رمْيَ يومَين بعد يوم النَّحر، يَرمُونه في أحدهما» رواه التِّرمذيُّ، وقال: (حسَنٌ صحيحٌ) (٣)، ولأنهما (٤) يَشْتَغِلون باسْتقاء الماء والرَّعي، فرخَّص لهم في ذلك.

فعلَى هذا: لهم الرَّمْيُ بليلٍ أوْ نهارٍ.

فائدةٌ: أهلُ السِّقاية: هم الذين يَسْقُون على زمزم، والرُّعاة (٥) بضم الرَّاء، وهاءٍ في آخره، وبكسر الرَّاء ممدودًا (٦) بلا هاءٍ، وهي لغة القرآن.

(فَإِنْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَهُمْ بِمِنًى؛ لَزِمَ الرِّعَاءَ المَبِيتُ (٧)؛ لأنَّ ترك المبيت بها إنَّما كان للحاجة، فإذا غربت زالت حاجة الرِّعاء؛ لأنَّ وقتَه النَّهارُ، وصار كالمريض الذي سقط عنه حضور الجمعة لمرضه، فإذا حضرها تعيَّنتْ عليه.

(دُونَ أَهْلِ السِّقَايَةِ)؛ لأنَّهم يَسْقُون ليلاً ونهارًا.

فرعٌ: من له مالٌ يَخافُ ضَياعَه، أو موتَ مريضٍ، قال المؤلِّف: وكذا


(١) أخرجه البخاري (١٦٣٤)، ومسلم (١٣١٥).
(٢) زيد في (و): أبو البداح بن.
(٣) أخرجه أحمد (٢٣٧٧٥)، وأبو داود (١٩٧٥)، والترمذي (٩٥٥)، والنسائي (٣٠٦٩)، وابن ماجه (٣٠٣٧)، وهو حديث صحيح، صححه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم. ينظر: الإرواء ٤/ ٢٨٠.
(٤) في (د) و (و): لأنهم.
(٥) في (د) و (ز): والرعي.
(٦) في (د) و (و): ممدودة.
(٧) في (د) و (و): بالمبيت.