للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وظاهِرُه: يَشمَل مريدَ الإقامة بمكَّة وغيرِه، وهو قولُ أكثرِ العلماء.

وعنه: لا يُعْجِبُنِي لِمَنْ نفر الأوَّل أنْ يقيم بمكَّة؛ لقول عُمَرَ (١)، وحَمَله في «المغني» على الاِسْتِحْباب؛ محافظة على العموم، فلو عاد؛ فلا يضُرُّ رجوعُه؛ لحصول الرُّخصة.

وليس عليه رَمْيُ اليوم الثَّالث، قاله أحمدُ (٢).

ويَدفِنُ بقيَّة الحَصَى في الأشْهَرِ، زاد بعضُهم: في المرمَى.

وفي «منسَك ابن الزَّاغوني»: يَرْمِي بهنَّ؛ كفِعْله في اللَّواتِي قبله.

(فَإِنْ غَرَبَتْ وَهُوَ بِهَا؛ لَزِمَهُ المَبِيتُ والرَّمْيُ مِنَ الْغَدِ)؛ لأنَّ الشَّرع جوَّز التَّعجيل في اليوم، وهو اسمٌ لبياض النَّهار، فإذا غربت الشَّمس؛ خرج من أن يكون في اليوم، فهو مِمَّنْ تأخَّر، وعن نافعٍ، عن ابن عمر أنَّه كان يقول: «من غَرَبَتْ له الشمس من أوسط (٣) أيَّام التَّشْريق وهو بمنى؛ فلا يَنفِر حتَّى يَرْمِي الجمار من الغد» رواه مالكٌ (٤).


(١) أخرجه سعيد بن منصور في التفسير (٣٦٠)، وأبو عبيد في الغريب (٤/ ٢٨٨)، عن المعرور بن سويد، قال: قال عمر بن الخطاب : «من شاء أن ينفر في النفر الأول، فلينفر، إلا بني خزيمة»، ولفظ أبو عبيد: «إلا بني أسد بن خزيمة»، وأعلَّ أبو عبيد زيادة «أسد»، وفي إسناده شريك النخعي وهو ضعيف الحديث، وأعل ابن عيينة الأثر بقوله: (هذا حديث جاء من العراق، ولا يَعرف هذا أهل مكة)، ذكره ابن أبي خيثمة في تاريخه -السفر الثالث (١/ ٢٨٩).
وأخرجه ابن أبي شيبة (١٣٣٣٨)، وأبو عبيد في الغريب (٤/ ٢٨٧)، من طريق أخرى عن المعرور بن سويد بلفظ: «يا آل خزيمة حصبوا ليلة النفر»، قال أبو عبيد: «يا آل خزيمة! أصبحوا»، وفي بعض الحديث: «حصبوا»، وإسناده صحيح.
(٢) ينظر: مسائل صالح ٢/ ٤٨٤.
(٣) زيد في (د) و (ز) و (و): من.
(٤) أخرجه مالك (١/ ٤٠١)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (٩٦٨٦)، وأخرجه ابن أبي شيبة (١٢٨٠٧)، وابن أبي حاتم في التفسير (١٩٠٠)، من طرق عن نافع. وإسناده صحيح.