للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أصحابه (١)؛ لما روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن النبي سئل عن العقيقة فقال: «لا أحبُّ العقوق»، فكأنه كره الاسم، وقال: «مَنْ وُلِد له مولودٌ فأحبَّ أنْ يَنسك عنه فليَفْعل» رواه مالكٌ (٢).

وعنه: واجبة، اختاره أبو بكر وأبو إسحاق البرمكي وأبو الوفاء، وقاله الحسن وداود (٣)؛ لما روى الحسن عن سمرة: أن النبي قال: «كلُّ غُلامٍ مُرتَهَنٌ بعقيقتِه، تُذبَحُ عنهُ يومَ سابعِه، ويُسمَّى، ويُحلَق رأسُه» رواه الخمسة، وصحَّحه التِّرمذيُّ، وقال أحمد والنسائي: لم يسمع الحسن منه (٤).

والجواب: بأنه (٥) يحمل على تأكد الاستحباب، بدليل الأمر بالتسمية والحلق.


(١) من ذلك: ما أخرجه مالك (٢/ ٥٠١)، وعبد الرزاق (٧٩٦٤)، وابن أبي شيبة (٢٤٢٤٨)، والبيهقي في الكبرى (١٩٢٨٤)، عن نافع: «أن عبد الله بن عمر لم يكن يسأله أحد من أهله عقيقة، إلا أعطاه إياها، وكان يعق عن ولده بشاة شاة عن الذكور والإناث»، وإسناده صحيح.
(٢) أخرجه مالك (٢/ ٥٠٠)، عن زيد بن أسلم، عن رجل من بني ضمرة، عن أبيه أنه قال: سئل رسول الله عن العقيقة؟ فقال: «لا أحب العقوق»، فذكره، وأخرجه أحمد (٦٧١٣)، وأبو داود (٢٨٤٢)، والنسائي (٤٢١٢)، والحاكم (٧٥٩٢)، من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وصححه الحاكم، وقال ابن حجر: (ويقوى أحد الحديثين بالآخر)، وحسنه الألباني. ينظر: الفتح ٩/ ٥٨٨، السلسلة الصحيحة (١٦٥٥).
(٣) ينظر: المحلى ٦/ ٢٣٤.
(٤) أخرجه أحمد (٢٠١٨٨)، وأبو داود (٢٨٣٨)، والترمذي (١٥٢٢)، والنسائي (٤٢٢٠)، وابن ماجه (٣١٦٥)، من حديث قتادة، عن الحسن، عن سمرة مرفوعًا، قال الترمذي: (حسن صحيح)، وصحح ابن المديني والبخاري سماع الحسن من سمرة، قال النسائي: (الحسن عن سمرة كتاب، ولم يسمع الحسن من سمرة إلا حديث العقيقة)، وصحح الحديث الحاكم وابن الملقن، وقال ابن حجر: (وأعلَّ بعضهم الحديث بأنه من رواية الحسن عن سمرة وهو مدلس، لكن روى البخاري في صحيحه من طريق الحسن أنه سمع حديث العقيقة من سمرة). ينظر: التلخيص الحبير ٤/ ٣٦٢، النكت على مقدمة ابن الصلاح ٢/ ٤٠، الإرواء ٤/ ٣٨٥.
(٥) في (أ): أنه.