للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ثُمَّ يَغْسِلَ وَجْهَهُ)؛ للنَّصِّ، فيأخذ الماءَ بيديْه جميعًا، أو يغترف بيمينه ويضمُّ إليها الأخرى، ويغسل بهما ثلاثًا؛ لأنَّ السُّنَّة قد استفاضت به، خصوصًا حديثَ عثمانَ المتَّفق على صحَّته.

(مِنْ مَنَابِتِ شَعْرِ الرَّأْسِ) غالبًا، فلا (١) عِبرة بالأفْرَع (٢) الذي يَنبُت شعره في بعض جبهته، ولا بالأجلح الذي انحسر شعرُه عن مقدَّم رأسه، (إِلَى مَا انْحَدَرَ مِنَ اللَّحْيَيْنِ وَالذَّقَنِ طُولًا، مَعَ مَا اسْتَرْسَلَ مِنَ اللِّحْيَةِ، وَمِنَ الْأُذُنِ إِلَى الْأُذُنِ عَرْضًا)؛ لأنَّ ذلك تحصل (٣) به المواجَهة.

وعُلم من كلامه: أنَّ الأذنين ليسا من الوجه، وأنَّ البياضَ الذي بين العِذار والأذن منه، ونصَّ (٤) الخِرَقِيُّ عليه؛ لأنَّه يَغفُل النَّاسُ عنه، وقال م (٥): ليس من الوجه، ولا يجب غسله، قال ابن عبد البرِّ: (لا أعلم أحدًا من فقهاء الأمصار قال بقوله هذا) (٦)، ولأنَّه يجب في حقِّ غير المُلتَحِي، فكذا غيره.

فيدخل (٧) في حدِّ الوجه:

-العِذارُ: وهو الشَّعْر الذي على العظم الناتِئِ سمْت صِماخ الأذن، مرتفِعًا إلى الصُّدْغ، ومنحطًّا إلى العارِض.

-والعارض: وهو الشَّعر النابت على الخد.

-واللَّحْيان: العظْمان اللذان في أسفل الوجه قد اكتنفاه، وعليهما ينبت (٨) أكثرُ اللِّحية.


(١) في (و): ولا.
(٢) في الأصل: بالأقرع. والصواب المثبت.
(٣) في (و): يحصل.
(٤) في (أ): (نص).
(٥) ينظر: الإشراف على نكت مسائل الخلاف ١/ ١١٨، بداية المجتهد ١/ ١٨.
(٦) ينظر: التمهيد ٢٠/ ١١٨.
(٧) في (أ): فدخل.
(٨) في (و): تنبت.