للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لو أمَّن يدَه أو بعضَه، (أَوْ: لَا بَأْسَ عَلَيْكَ)؛ لأنَّ عمر لمَّا قال للهرمزان (١): «لا بأس عليك»، قالت له الصحابة: «قد (٢) أمنته، لا سبيلَ لك عليه» رواه سعيد (٣)، (أَوْ: أَجَرْتُكَ)؛ لقوله : «قد أجرْنا من أجرْتِ يا أمَّ هانئٍ» (٤)، (أَوْ: قِفْ)؛ كقُمْ، (أَوْ: أَلْقِ سِلَاحَكَ)؛ لأِنَّ الكافرَ يعتقده أمانًا، أشبه ما لو سلَّم عليه، (أَوْ: مَتَرْس)، ومعناه: لا تَخَفْ، وهو بفتح الميم والتَّاء، وسكون الرَّاء، وآخره سينٌ مهمَلةٌ، ويجوز سكون التاء (٥) وفتح الرَّاء، وهي كلمةٌ أعجميَّةٌ؛ (فَقَدْ أمَّنَهُ)؛ لقول ابنِ مسعودٍ: «إنَّ الله يعلم كلَّ لسانٍ، فمن كان منكم أعجميًّا فقال: مَتَرْس؛ فقد أمَّنه» (٦).


(١) قوله: (للهرمزان) في (أ) و (ب): للهرم أن.
(٢) قوله: (قد) سقط من (أ).
(٣) أخرجه سعيد بن منصور (٢٦٧٠)، وأخرجه الشافعي في الأم (٤/ ٢٦٥)، وخليفة بن خياط في تاريخه (ص ١٤٧)، وابن أبي شيبة (٣٣٤٠٢)، وأبو عبيد في الأموال (٣٠٤، ٣٠٥)، والبلاذري في فتوح البلدان (ص ٣٧٠)، وابن زنجويه (٤٦٨)، والبيهقي في الكبرى (١٨١٨٣)، وابن حجر في التغليق (٣/ ٤٨٣)، من طرق عن حميد، عن أنس . وعلقه البخاري بصيغة الجزم (٤/ ١٠١)، وصححه الحافظ في الفتح ٦/ ٢٧٥.
(٤) أخرجه البخاري (٣٥٧)، ومسلم (٣٣٦).
(٥) قوله: (التاء) سقط من (أ).
(٦) لم نقف عليه من كلام ابن مسعود، وقال ابن الملقن في البدر ٩/ ١٧٦: (وهذا الأثر لا أعلمه مرويًا من طريق ابن مسعود، وإنما هو عن عمر ، وبنحوه قال الحافظ في التلخيص ٤/ ٣١١.
وأثر عمر : أخرجه سعيد بن منصور (٢٥٩٩)، وعبد الرزاق (٩٤٢٩)، وابن أبي شيبة (٣٣٤٠٣)، وابن الجعد (٢٦٩٤) وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (٨٨١)، والبيهقي في الكبرى (١٨١٨١)، وابن حجر في التغليق (٣/ ٤٨٣)، عن أبي وائل قال: أتانا كتاب عمر ونحن بخانقين: «إذا قال الرجل للرجل: لا تدخل فقد أمَّنه، وإذا قال: لا تخف فقد أمَّنه، وإذا قال: مطرس -وبعض الألفاظ: مترس-؛ فقد أمَّنه»، قال: «الله يعلم الألسنة»، وإسناده صحيح كما قال الحافظ في التغليق، وقد علقه البخاري بصيغة الجزم (٤/ ١٠١).