للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مقادِمَ رُؤوسهم، ولا يَفْرُقون شعر الرَّأس فِرقَتين كما يفعله الأشرافُ.

(وَكُنَاهُمْ، فَلَا يتكنَّون (١) بِكُنَى (٢) الْمُسْلِمِينَ؛ كَأَبِي الْقَاسِمِ)، فإنَّها كنية النَّبيِّ ، (وَأَبِي عَبْدِ اللهِ)، فإنَّها كُنْيةُ كثيرٍ من علماء المسلمين وأئمَّتهم، وكذا ما في معناهما؛ كأبي بكرٍ، وأبي الحسن، ممَّا هو في الغالِب في المسلمين.

ودلَّ على أنَّهم لا يُمنَعون من التَّكنِّي مطلقًا، قال أحمد لطبيبٍ نصرانيٍّ: يا أبا إسحاق (٣)، واحتجَّ بفعل (٤) النَّبيِّ وفعل عمرَ، ونقل أبو طالِبٍ: لا بأس به؛ لأنَّ (٥) النَّبيَّ قال لِأُسْقُفِّ نَجْرانَ: «يا أبا الحارث أسْلِمْ تَسْلَمْ» (٦)، وعمر قال: «يا أبا حسَّانَ» (٧).


(١) في (أ): فلا يتكنوا.
(٢) في (ح): وكما هم يتكنوا الكنى.
(٣) ينظر: مسائل ابن هانئ ١/ ١٨٠، أحكام أهل الذمة ص ٣٩٣.
(٤) في (ح): بفعول.
(٥) قوله: (لأن) سقط من (أ).
(٦) أخرجه ابن المقرئ في معجمه (٩٧٥)، ومن طريقه الضياء في المختارة (٢٤٧٨)، من حديث أنس ، وفي سنده إبراهيم بن زكريا، أبو إسحاق الضرير، قال ابن عدي: (حدَّث عن الثِّقات بالبواطيل، وأحاديثه كلُّها أو عامَّتها غير محفوظة)، وأخرجه ابن أبي شيبة (٣٧٠٢٠) عن قتادة مرسلاً، ولم يذكر فيه: أنسًا ، ورجح الدارقطني إرساله. ينظر: علل الدارقطني ١٢/ ١٤٠، الكامل ١/ ٤١٢، ميزان الاعتدال ١/ ٣١.
(٧) ينظر: مسائل ابن هانئ ١/ ١٨٠، أحكام أهل الذمة ص ٣٩٣.
وأثر عمر : أخرجه عبد الرزاق (١٩٤١١)، وأحمد في مسائل مهنى كما في أحكام أهل الملل (١١٢٠)، وفي مسائل ابن هانئ (١٩٨٢)، والخلال في أحكام أهل الملل (١١٢١)، عن يحيى بن أبي كثير: أن عمر بن الخطاب كنى الفرافصة الحنفي، وهو نصراني، فقال له: «أبا حسان»، وهذا مرسل، واحتج به أحمد.
وأخرجه عبد الرزاق (١٠١٩٦)، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل من كلب يقال له: معروف بن أبي معروف، عن الفرافصة الحنفي، عن أبيه، عن عمر، ومعروف لعله الموصلي، سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم.