للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جوَّزه الأكثرُ بإذْن إمام.

وفي «التَّرغيب»: وأمكن عبورُ مَحمِلٍ، وقيل: ورُمْحٍ قائمٍ بيد فارِسٍ، ولم يَعتبِرْه أكثرُهم، بل يكون بحيث لا يَضُرُّ بالعمَّارِيَّات (١) والمحامِل.

فرعٌ: حكم الميازيب والدَّكَّة؛ كالجَناح، وقد روي: «أن (٢) عمر اجتاز على دار العبَّاس، وقد نَصَبَ ميزابًا إلى الطَّريق، فَقَلَعَه، فقال: تقلعه (٣) وقد نصبه رسول الله بيده؟! فقال: والله لا تَنصِبه (٤) إلاَّ على ظهري، فانحنى حتَّى صعد على ظهره؛ فنصبه» (٥)، ولأِنَّ العادةَ جاريةٌ به.

وفي سقوط نصف الضَّمان بتآكُل أصله؛ وجهان.

(وَلَا أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ فِي مِلْكِ إِنْسَانٍ، وَلَا دَرْبٍ غَيْرِ نَافِذٍ إِلاَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِ)؛ لأِنَّ المنْعَ لحقِّهِم، فإذا رَضُوا بإسقاطه؛ جاز.

والاِسْتِثْناءُ راجِعٌ إلى الجُمَل الأخيرة؛ لأِنَّ أهلَ الطَّريق النَّافِذ جميعُ


(١) في (ق): بالعمارات. والعمَّاريَّات: جمع عماريَّة، وهي نوع من المحامل تحمل على بغل. ينظر: تكملة المعاجم ٧/ ٣٠٨.
(٢) في (ح): ابن.
(٣) في (ظ): يقلعه.
(٤) في (ح) و (ظ): ينصبه.
(٥) أخرجه أحمد (١٧٩٠)، وابن سعد في الطبقات (٤/ ٢٠)، والروياني (١٣٣٢)، والضياء في المختارة (٤٨٢)، عن هشام بن سعد، عن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب، وذكر القصة. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٤/ ٢٠٧: (رجاله ثقات إلا أن هشام بن سعد لم يسمع من عبيد الله بن عباس)، وأعله أبو حاتم كما في العلل ٤/ ٢٤٨. وأخرجه عبد الرزاق (١٥٢٦٤)، وأبو داود في المراسيل (٤٠٦)، عن موسى بن أبي عيسى، وذكر القصة. ورجاله ثقات، إلا أن موسى لم يدرك أحدًا من الصحابة. وأخرجه الحاكم (٥٤٢٨)، من طريق أخرى، وفيها ضعيفان. وأخرجه ابن سعد في الطبقات (٤/ ٢٠)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة (١/ ٥١١)، والبيهقي في الكبرى (١١٣٦٣)، من طريق أخرى، وفيها موسى بن عبيدة وهو متروك. وأخرجه الحاكم (٥٤٢٩)، والبيهقي في الكبرى (١١٣٦٤)، من طريق مرسل ضعيف. والأثر ضعفه الألباني في الإرواء ٥/ ٢٥٦، وحسنه الحافظ بمجموع الطرق في موافقة الخبر ١/ ٤٥٧.