للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بَعْدَ عَمَلِ بعضِه؛ فله أجْرُ المِثْل؛ لأِنَّ العَقْدَ انْفَسَخَ وسَقَطَ المسمَّى.

(وَلَا تَصِحُّ الْإِجَارَةُ عَلَى عَمَلٍ يَخْتَصُّ فَاعِلُهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْبَةِ)؛ أيْ: مُسْلِمًا؛ (كَالْحَجِّ)؛ أي: النِّيابة فيه، (وَالْأَذَانِ، وَنَحْوِهِمَا)؛ كإمامةِ صلاةٍ، وتعليمِ (١) قُرْآنٍ في المشهور؛ لِمَا رَوَى عُبادةُ قال: علَّمت ناسًا (٢) من أهل الصُّفَّة القرآنَ، فأَهْدَى لي رجلٌ منهم قَوسًا، فذَكَرْتُ ذلك للنَّبيِّ ، فقال: «إنْ سرَّك أنْ يُقلِّدَكَ الله قَوسًا من نارٍ فاقْبَلْه» (٣)، وعن أُبَيِّ بن كَعْبٍ: أنَّه علَّم رجلاً سُورةً من القرآن، فأَهْدَى له خَمِيصةً أو ثَوبًا، فذَكَرَ ذلك للنبي ، فقال: «إنَّكَ لو لَبِسْتَها؛ ألْبَسَكَ اللهُ مكانَها ثَوبًا من نارٍ» رواهما الأثْرَمُ (٤)، ولأِنَّ مِنْ (٥) شَرْطِ هذه الأفعالِ كونَها قُرْبةً إلى الله تعالى، فلم يَجُزْ


(١) في (ح): وقراءة.
(٢) في (ح): أناسًا.
(٣) أخرجه أحمد (٢٢٦٨٩)، وابن ماجه (٢١٥٧)، والطحاوي في شرح المشكل (٤٣٣٣) والطبراني في مسند الشاميين (٢٢٥٣)، وأخرجه أبو داود (٣٤١٦) من وجه آخر، ومدار الحديث على المغيرة بن زياد البجليّ، وهو مختلف فيه، والأظهر أنه: صدوقٌ له أوهامٌ ومناكيرُ كما قاله ابن حجر، وهو ممن لا يحتمل تفرُّده، وشيخه الأسود بن ثعلبة الشّاميّ: (مجهول)، قاله ابن المديني وابن القطان وغيرهما، وعدَّ الأئمة هذا الحديثَ من مناكير المغيرة، منهم يحيى القطان والجوزجاني وابن عبد البر. ينظر: الجرح والتعديل ٨/ ٢٢٢، التمهيد/ ١١٤، الأباطيل والمناكير ٢/ ١٦٤، بيان الوهم والإيهام ٣/ ٥٣١، ميزان الاعتدال ١/ ٢٥٦، البدر المنير ٨/ ٢٩٩، تهذيب التهذيب ١٠/ ٢٦٠.
(٤) أخرجه ابن ماجه (٢١٥٨)، وسنده ضعيف، فيه اضطراب وانقطاع، فيه: عبد الرحمن بن سلم الشامي، وهو مجهول، وفي حديثه اختلاف كثير، وضعف الحديث البيهقي والذهبيّ وغيرهما. وفي الباب عن أبي الدّرداء ، أخرجه أبو نعيم في الحلية (٦/ ٨٦)، وفيه: عمرو بن واقد القرشي، وهو متروك، وفي الجملة فالأمر في هذا الباب كما قاله ابن عبد البر: (وهذه الأحاديث منكرة لا يصحّ شيء منها عند أهل العلم .. ، وليس في هذا الباب حديث يجب به حجّة من جهة النقل). ينظر: التمهيد ٢١/ ١١٤، الكبرى للبيهقي ٦/ ٢٠٨، ميزان الاعتدال ٢/ ٥٦٧، مصباح الزجاجة ٣/ ١٢، الإرواء ٥/ ٣١٦.
(٥) في (ق): في.