للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنْ رِياض الجَنَّةِ» (١)، ويُرْوَى: «أنَّ الصَّحابةَ كانوا يَشْتَدُّونَ بَينَ الأغْراض يَضْحَكُ بعضُهم إلى بعْضٍ، فإذا جاء اللَّيلُ كانوا رهبانًا» (٢).

ويَكْفِي غَرَضٌ واحِدٌ؛ لأِنَّ المقْصودَ يَحصُلُ به، وهو عادةُ أهلِ عَصْرِنا.

فَرْعٌ: إذا تَشَاحَّا في الوُقوف؛ كأنْ يَستقبِلَ أحدُهما الشَّمسَ والآخَرُ يَستدبِرُها؛ قُدِّمَ قَولُ مَنْ يَسْتَدْبِرُها؛ لأِنَّه العُرْفُ، إلاَّ أنْ يَكونَ بَينَهُما شَرْطٌ فيُعمَلُ به، ولو قَصَدَ أحدُهما التَّطْويلَ؛ مُنِعَ منه.

(وَإِذَا أَطَارَتِ الرِّيحُ الْغَرَضَ، فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي (٣) مَوْضِعِهِ؛ فَإِنْ كَانَ (٤) شَرْطُهُمْ خَوَاصِلَ؛ احْتُسِبَ بِهِ)؛ لأِنَّه لو بَقِيَ الغَرَضُ مَوضِعَه لأَصابَهُ، (وَإِنْ


(١) لم نجده بهذا اللفظ، وقال ابن حجر: (لم أجده هكذا إلا عند صاحب مسند الفردوس من جهة ابن أبي الدنيا بإسناده، عن مكحول، عن أبي هريرة ، رفعه: «تعلّموا الرمي؛ فإنّ ما بين الهدفين روضةٌ من رياض الجنة»، وإسناده ضعيف مع انقطاعه)، يعني أنّ مكحولاً الشّامي لم يلقَ أبا هريرة ، ولم يدركه. قال ابن الملقن: (غريب باللفظ المذكور).
وأخرج الطبراني في جزء فضل الرمي (٤٨)، من طريق سعيد بن المسيّب، عن أبي ذرٍّ مرفوعًا: «من مشى بين الغرضين كان له بكلّ خطوة حسنة»، وسعيد بن المسيّب لم يسمع من أبي ذرٍّ .
وأخرجه أبو نعيم في جزء رياضة الأبدان (١٠)، من طريق سعيد، عن أبي الدرداء مرفوعًا: «من وضع رداءه ومشى بين الهدفين كان له بكل خطوة عتق رقبة»، وفيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، وسعيد لم يسمع من أبي الدرداء، وأخرج البيهقي في الكبرى (١٩٧٤٠)، عن جابر مرفوعًا: «وجبت محبتي على من سعى بين الغرضين بقوسي، لا بقوس كسرى»، وهو حديث منكر قاله الألباني. ينظر: جامع التحصيل (ص ٢٨٥)، البدر المنير ٩/ ٤٣٦، التلخيص الحبير ٤/ ٣٠٢، الضعيفة (٦٨٣٨).
(٢) أخرجه ابن المبارك في الزهد (١٤٤)، وعنه ابن أبي شيبة (٢٦٣٢٦)، والنسائي في الكبرى (١١٨٥٥)، وأبو نعيم في الحلية (٥/ ٢٢٤)، عن بلال بن سعد. إسناده صحيح، وبلال أدرك جماعة من الصحابة.
(٣) قوله: (في) سقط من (ح) و (ظ).
(٤) قوله: (كان) سقط من (ظ).