للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والثِّيَابِ، ونَحْوِها؛ لأِنَّ «النَّبيَّ اسْتَعارَ مِنْ أبِي طَلْحةَ فَرَسًا» (١)، و «مِنْ صَفْوانَ أَدْراعًا» (٢)، وسُئِل عن حَقِّ الإبلِ، فقال: «إعارةُ دلوها (٣)، وإطْراقُ فَحْلِها» (٤)، فَثَبَتَ ذلِكَ في المنصوصِ عَلَيهِ، والباقِي قِياسًا.

وتَدخُل (٥) فِيهِ: إعارةُ النَّقدَينِ للوَزْن، فإن استعارهما (٦) للنَّفقة؛ فَقَرْضٌ، ذَكَرَه في «المغْنِي» و «الشَّرح».

وقِيلَ: لا يَجُوزُ.

ونَقَلَ صالِحٌ: مِنْحَةُ لَبَنٍ هو العارِيةُ، ومِنْحَةُ وَرِقٍ هو القَرْضُ (٧).

(إِلاَّ مَنَافِعَ الْبُضْعِ)؛ لأِنَّ الوطْءَ لا يَجُوزُ إلاَّ في نِكاحٍ أوْ مِلْكِ يَمِينٍ،


(١) أخرجه البخاري (٢٦٢٧)، ومسلم (٢٣٠٧)، من حديث أنس .
(٢) أخرجه أحمد (١٥٣٠٢)، والنسائي في الكبرى (٥٧٤٧)، والدارقطني (٢٩٥٥)، والحاكم (٢٣٠٠)، من طريق شريك، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أمية بن صفوان بن أمية، عن أبيه: «أن رسول الله استعار منه يوم حنين أدراعًا» فقال: أغصبًا يا محمد؟ فقال: «بل عارية مضمونة»، وهذا الحديث تفرد به شريك النخعي وهو سيئ الحفظ، وفيه: أمية بن صفوان وهو مقبول، ووقع اضطراب في إسناده ومتنه، وذكر ابن عبد البر أن بعض الرواة يذكر فيه الضمان، وبعضهم لا يذكره، ثم قال: (والاضطراب فيه كثير ولا يجب عندي بحديث صفوان هذا حجة في تضمين العارية)، وله شاهد من حديث جابر : أخرجه الحاكم (٤٣٦٩)، والبيهقي في الكبرى (١١٤٧٧)، وفيه: ابن إسحاق وهو حسن الحديث، وشاهد آخر عند البيهقي (١١٤٧٩) من طريق عطاء بن أبي رباح، عن ناس من آل صفوان بن أمية فقالوا: استعار رسول الله من صفوان بن أمية سلاحًا، فقال صفوان: أعارية أم غصب؟ فقال: «بل عارية»، وقوَّاه البيهقي فقال: (وبعض هذه الأخبار وإن كان مرسلاً، فإنه يَقْوى بشواهده مع ما تقدم من الموصول)، وصححه الحاكم، والألباني. ينظر: التمهيد ١٢/ ٤١، البدر المنير ٦/ ٧٤٨، الإرواء ٥/ ٣٤٤.
(٣) في (ح): ذلولها.
(٤) أخرجه مسلم (٩٨٨)، من حديث جابر .
(٥) في (ق): ويدخل.
(٦) في (ح): وإن استعارها.
(٧) ينظر: مسائل صالح ٣/ ١٩٠.