للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمَّا يُحْمَى من الْأَرَاك؟ قال: «ما لَمْ تَنَلْه خِفافُ الإبل» رواه التِّرمذِيُّ (١)، ولأِنَّ هذا مِمَّا تتعلَّق به مصالحُ المسلمين العامَّة، فلم يَجُزْ إحْياؤه؛ كطُرُقاتِ المسلمين.

قال ابنُ عَقِيلٍ: هذا من مَوارِد الله الكريم، وفَيضِ جُوده العَمِيمِ، فلو مُلِكَ بالاحتجار (٢) مَلَكَ مَنْعَه، فضاقَ على النَّاس.

(وَلَيْسَ لِلْإِمَامِ إِقْطَاعُهُ)، بغَيرِ خِلافٍ عَلِمْناهُ (٣)؛ لِمَا ذَكَرْنا.

فأمَّا المعادِنُ الباطِنَةُ، وهي التي لا يُوصَلُ إلَيها إلاَّ بالعَمَل والمؤْنَة؛ فإنْ كانَتْ ظاهِرةً؛ فهي كالأوَّل، وإنْ لم تكن ظاهِرةً؛ فظاهِرُ المذْهَب: أنَّها كذلك.

وقِيلَ: تُمْلَكُ به؛ لأنَّه مَوَاتٌ لا يُنتَفَع به إلاَّ بالعمل والمؤْنةِ، فمُلِك بالإحْياء؛ كالأرض.

وعلى الأوَّل: ليس للإمام إقْطاعُها، وصحَّح في «المغْنِي» و «الشَّرح» خِلافَه؛ لأِنَّه « أقْطَعَ بِلالَ بنَ الحارِث مَعادِنَ القَبَلِيَّة (٤)» (٥).


(١) أخرجه أبو داود (٣٠٦٤)، والترمذي (١٣٨٠)، والنسائي في الكبرى (٥٧٣٦)، وابن حبان (٤٤٩٩)، والبيهقي في الكبرى (١١٨٢٨)، وفي سنده: محمد بن يحيى المأربي وهو لين الحديث، وثمامة بن شراحيل وهو مقبول، وشيخه سمي بن قيس، وهو مجهول، وله طريق أخرى عند الدارمي (٢٦٥٠)، وابن ماجه (٢٤٧٥)، والطبراني في الكبير (٨٠٨)، عن ثابت بن سعيد بن أبيض بن حمال عن أبيه، وهو وأبوه قال عنهما ابن حجر: (مقبول)، قال الترمذي: (حديث غريب)، وضعفه الإشبيلي وابن القطان والألباني، وصححه ابن حبان. ينظر: الأحكام الوسطى ٣/ ١١٢، بيان الوهم والإيهام ٥/ ٨، ضعيف سنن أبي داود ٢/ ٤٣٩.
(٢) في (ح): الاحتجار.
(٣) ينظر: المغني ٥/ ٤٢٢.
(٤) في (ق): القبيلة.
(٥) سبق تخريجه ٣/ ٣٣٦ حاشية (٤).