للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأوْمَأَ أحمد في رواية ابن مَشِيشٍ (١): أنَّه ثمانيةُ أرطال من الماء (٢)، اختاره في «الخلاف» و «مُنتهى الغاية»، لا مطلقًا هـ (٣).

تنبيه: الرّطل العراقي: مائة درهم وثمانية وعشرون درهمًا وأربعة أسباع درهم، وهو تسعون مثقالًا، والمِثقال: درهم وثلاثة أسباع درهم، هكذا كان قديمًا.

ثمَّ إنَّهم زادوا فيه مثقالاً فجعلوه أحدًا وتسعين مثقالًا، وكمل مائة وثلاثين درهمًا، وقصدوا بذلك زوال الكسر.

والعمل على الأوَّل؛ لأنَّه الذي كان وقت تقدير العلماء المد به، وهو بالدمشقي: ثلاثة أواق وثلاثة أسباع أوقية، والصاع: رطل وأوقية وخمسة أسباع أوقية (٤)، وإن شئت: رطل وسبع رطل.

(فَإِنْ أَسْبَغَ بِدُونِهِمَا؛ أَجْزَأَهُ) في المنصوص (٥)؛ لحديث عائشة، قالت: «كنت أغتسل أنا والنَّبيُّ من إناء واحد يسع ثلاثة أمداد أو قريبًا من ذلك» رواه مسلم (٦).

وفي كراهته وجهان.

وذكر ابن تميم: أنَّ أحمد أوْمَأَ إلى عدَم الإجزاء؛ لما روى جابر: أنَّ النَّبيَّ قال: «يجزئ من الوضوء المُدُّ، ومن الغُسل الصَّاع» رواه أحمد


(١) هو محمد بن موسى بن مشيش البغدادي، كان يستملي للإمام أحمد، وكان من كبار أصحابه، وروى عنه مسائل مشبعة جيادًا، وكان يقدمه ويعرف حقه. ينظر: طبقات الحنابلة ١/ ٣٢٣.
(٢) في (أ): في الماء. تنظر الرواية في: الفروع ١/ ٢٦٨.
(٣) ينظر: المبسوط للسرخسي ٣/ ٩٠، بدائع الصنائع ١/ ٣٥. ينظر: المبسوط للسرخسي ٣/ ٩٠، بدائع الصنائع ١/ ٣٥.
(٤) قوله: (وخمسة أسباع أوقية) سقط من (أ) و (و).
(٥) ينظر: مسائل ابن منصور ٢/ ٣٣٧.
(٦) أخرجه مسلم (٣٢١).