للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومُنِع منه أهلُ الذِّمَّة، وإنْ خُصَّ به الفقراءُ؛ مُنِعَ منه الأغنياءُ وأهلُ الذِّمَّة.

ولا يَجوز أنْ يُخَصَّ به الأغنياءُ دُونَ الفقراء ولا أهل الذِّمَّة، فلو اتَّسع (١) الحِمَى المخصوصُ لعموم النَّاس؛ جاز أنْ يَشْتَرِكوا فيه؛ لاِرتِفاع الضَّرر على مَنْ يُخَصُّ به.

ولو ضاقَ الحِمَى العامُّ عن جميع النَّاس؛ لم يَجُزْ أنْ يَختصَّ به أغنياؤهم (٢)، وفي فقرائهم قَولٌ.

ولا يَجوز لأِحدٍ أنْ يأخُذَ من أرْباب الدَّوابِّ عِوَضًا مِنْ مَرعَى مَواتٍ أوْ حِمًى؛ لأِنَّه شَرَّكَ النَّاسَ فِيهِ (٣).

تذْنِيبٌ: مَنْ جَلَس في مسجِدٍ أو جامع لِفَتْوى، أو لِإقراء النَّاس؛ فهو أحقُّ به ما دام فيه، أو غاب لعُذْرٍ وعاد قريبًا، وإنْ جَلَسَ فِيهِ لصلاةٍ؛ فهو أحقُّ به فيها، وإنْ غاب لِعُذْرٍ وعاد قريبًا؛ فَوجْهانِ.

ومَنْ سَبَقَ إلى رِباطٍ، أو نَزَل فقيهٌ بمدرسةٍ، أوْ صوفِيٌّ بخانقاه (٤)؛ رُجِّحَ به في الأقْيَس، ولا يَبطُل حقُّه بخروجه منه لِحاجَةٍ.


(١) في (ظ) و (ق): امتنع.
(٢) في (ح): أغنياؤه.
(٣) في حديث: «المسلمون شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار». وسبق تخريجه ٥/ ٤٢ حاشية (٦).
(٤) قال في تاج العروس (٢٥/ ١٧٠): (الخانقاه: بقعة يسكنها أهل الصلاة والخير والصوفية، والنون مفتوحة، معرَّب، قال المقريزي: وقد حدثت في الإسلام في حدود الأربعمائة، وجعلت لمتخلي الصوفية فيها لعبادة الله تعالى).