للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وظاهِرُه: ولو وَجَدَها في دارِ حرْبٍ، فإنْ كان في (١) جَيشٍ؛ فقال أحمدُ: يُعرِّفُها سَنَةً في دارِ الإسْلام، ثُمَّ يَطرَحُها في المغْنَمِ.

(بِالنِّدَاءِ عَلَيهِ)؛ لأِنَّه طَريقٌ إلى إيصال (٢) المالِ إلى مُسْتَحِقِّه.

وقد تَضَمَّنَ ذلك: وُجوبَه، وقَدْرَه، وزَمانَه، ومَكانَه، ومَنْ يتولاَّه.

أمَّا وُجوبُه: فهو واجِبٌ على كلِّ مُلْتَقِطٍ، سَواءٌ أراد تملُّكَها أوْ حِفْظَها لصاحِبِها، إلاَّ في اليَسِيرِ الَّذي لا تَتْبَعُه الهِمَّةُ.

(فِي مَجَامِعِ النَّاسِ؛ كَالْأَسْوَاقِ، وَأَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ فِي أَوْقَاتِ (٣) الصَّلَوَاتِ)، هذا مَكانُه (٤)؛ لأِنَّ المقْصودَ إشاعةُ ذِكْرِها وإظْهارُها؛ لِيَظْهَرَ عَلَيها صاحِبُها، وذلك طريقٌ إلَيهِ، وَرُوِيَ عن عُمَرَ: «أنَّه أَمَرَ واجِدَ اللُّقطة بتَعْريفِها على بابِ المسْجِد» (٥).

وعُلِمَ منه: أنَّه لا يَفعَلُ ذلك في المسجِدِ، وإنْ كان مَجْمَعَ النَّاس، بل يُكرَه، وفي «عيون المسائل»: لا يَجُوزُ، وقالَهُ ابنُ بَطَّةَ؛ لقَوله للرَّجُل: «لا ردَّها الله عَلَيكَ» (٦).

وَوَقْتُه: النَّهارُ، وقد يُفهَمُ هذا مِنْ قَولِه: «كالأسْواق».


(١) في (ح): من.
(٢) في (ح): اتصال.
(٣) قوله: (في أوقات) في (ق): وأوقات.
(٤) قوله: (هذا مكانه) في (ق): عند إمكانه.
(٥) أخرجه مالك (٢/ ٧٥٧)، والشافعي في الأم (٤/ ٧٢)، والطحاوي في مشكل الآثار (١٢/ ١١٨)، والبيهقي في الكبرى (١٢٠٩٠)، عن معاوية بن عبد الله بن بدر الجهني، أن أباه أخبره به، ومعاوية سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات (٥٤٧١)، وقال: (كان يفتي بالمدينة)، قال ابن سعد في الطبقات - متمم التابعين ص ١٣٩: (لقي عامة أصحاب رسول الله ، وبه ضعَّف الألبانيُّ الأثر في الإرواء ٦/ ٢١.
(٦) أخرجه مسلم (٥٦٨)، من حديث أبي هريرة مرفوعًا.