للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولم يَعتَبِر الحارِثِيُّ الفقرَ.

قال في «الفروع»: ويتوجَّهُ احْتِمالٌ: لا يَصِحُّ عَلَيهم، ولهذا قال (١): ما رأيتُ صوفِيًّا عاقلاً (٢) إلاَّ سَلْمًا (٣) الخَوَّاص (٤)، وقالَهُ أبو محمَّدٍ الجُوَيْنِيُّ، إذْ لَيسَ له حَدٌّ (٥) يُعرَفُ به (٦).

(وَلَا يَصِحُّ عَلَى الْكَنَائِسِ، وَبُيُوتِ النَّارِ)، والبِيَعِ؛ لأِنَّ ذلك معصيةٌ؛ لِكَون أنَّ هذه المواضِعَ بُنِيَتْ للكُفْر، والمسلِمُ والذِّمِّيُّ سَواءٌ.

قال أحمدُ في نَصارَى وقَفُوا على البِيْعة ضِياعًا وماتُوا ولهم أبناءٌ نَصَارَى فأسْلَمُوا، والضِّياعُ بِيَدِ النَّصارى: فلهم أخْذُها، وللمسلمين عَونُهم حتَّى يَسْتَخْرجوها من أيْدِيهِم (٧).

وحُكْمُ الوقْفِ على قَنادِيلِ البيعَة، ومَنْ يَخدُمُها ويَعمُرُها؛ كالوَقْف عَلَيها، قالَهُ في «المغْنِي» و «الشَّرح».


(١) زيد في (ظ): الإمام. وهو من كلام الشافعي رحمه الله تعالى كما في الفروع ٧/ ٣٣٩.
(٢) قوله: (عاقلاً) سقط من (ح) و (ق). والمثبت موافق للفروع.
(٣) في (ح) و (ق): سلمان.
(٤) ينظر: مناقب الشافعي للبيهقي ٢/ ٢٠٧.
هو: سلم ويقال مسلم بن ميمون الخواص، حدث عن: مالك، وسفيان بن عيينة، مات بعد سنة ٢١٣ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء ٨/ ١٧٩، ترتيب المدارك ٢/ ٢٠٠.
(٥) في (ق): أحد.
(٦) كتب في هامش (ظ): (إذا وقف على العلماء؛ هم أصحاب علوم الشرع، على الصحيح من المذهب، جزم به في «الرعاية الصغرى» و «الفائق» وغيرهما، وقدمه في «الرعاية الكبرى» و «الفروع» وغيرهما، وقيل: من تفسير وحديث وفقه، ولو كانوا أغنياء، على القولين، لكن هل يختص به من كان يصله؟ حكمه حكم قرابته على ما قدمه المؤلف، وأهل الحديث: من عَرَفه، وذكر ابن رزين أن الفقهاء والمتفقهة كالعلماء، ولو حفظ أربعين حديثًا، لا بمجرد السماع، فالقُرَّاء الآن هم حُفَّاظه، وفي الصدر الأول هم الفقهاء).
(٧) ينظر: مسائل ابن هانئ ٢/ ٤٩.