للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الاسم العُرْفِيِّ، يُقالُ: امرأةٌ أيِّمٌ، بغَيرِ هاءٍ، ولو كان الرَّجلُ مُشارِكًا لها لَقِيلَ: أيِّمٌ وأيِّمةٌ؛ كقائِمٍ وقائِمةٍ، وحَكَى أبو عُبَيدٍ: (أيِّمةٌ) (١)، ولأِنَّ العُرْفَ أنَّ العَزَبَ يَختَصُّ بالرَّجل.

(فَأَمَّا الْأَرَامِلُ فَهُنَّ النِّسَاءُ اللاَّتِي فَارَقَهُنَّ أَزْوَاجُهُنَّ) بِمَوتٍ أوْ غَيرِه، قال أحمدُ في روايةِ حَرْبٍ، وقد سُئِلَ عن رَجُلٍ وصَّى لأِرامِلِ بَنِي فُلانٍ، فقال: قد اخْتَلف النَّاسُ فيها، فقال قومٌ: هو للرِّجال والنِّساء، والَّذي يُعرَف في كلام النَّاس أنَّ الأرامِلَ النِّساءُ (٢)؛ لأِنَّه هو المعروفُ، فيُحمَلُ المطْلَقُ عَلَيهِ.

(وَقِيلَ: هُوَ لِلرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ)، وقالَهُ الشَّعْبِيُّ وإسحاقُ، وأنْشَدَ (٣):

هذِي الأرامِلُ قد قَضَيتَ حاجَتَها … فمن (٤) لحاجةِ هذا الأرْمَلِ (٥) الذَّكَرِ

فيُقالُ: رجلٌ أرْمَلٌ، وامْرأةٌ أرْمَلةٌ.

والأوَّلُ أَوْلَى؛ لأِنَّ الأرامِلَ جَمْعُ أرملة، فلا يكونُ جمْعًا للمذكَّر؛ لأِنَّ اخْتِلافَ المفرَد يَقْتَضِي اخْتِلافَ الجَمْعِ، والشِّعْرُ لا دلالةَ فيه؛ لأِنَّه لو شَمِلَ لَفْظُ الأرامِلِ للمذكَّر والمؤنَّث لَقَالَ: حاجَتُهم؛ لأِن تَذكُّرَ (٦) الضَّميرِ عند


(١) ينظر: الغريبين في القرآن والحديث ١/ ١٢٧.
(٢) ينظر: المغني ٦/ ١٧٨.
(٣) البيت لجرير. ينظر: العين ٨/ ٢٦٦.
(٤) في (ظ): فما.
(٥) في (ق): الأرامل.
(٦) كذا في (ح) و (ظ). وفي (ق): يذكر. والذي في الممتع ٣/ ١٨٠: تذكير.