للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويتوجَّه وَجْهٌ في لفظ الجمع: اثْنانِ.

ولفظ النِّساء: ثلاثةٌ.

والرَّهْطُ لُغةً: ما دون العشرة من الرِّجال خاصَّةً، وفي «كشف المشكل» (١): هو ما بَينَ الثَّلاثة إلى العشرة.

(وَالْأَيَامَى، وَالْعُزَّابُ: مَنْ لَا زَوْجَ لَهُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ)، ذَكَرَه أصْحابُنا؛ لِمَا رُوِيَ عن سعيد بنِ المسيِّب قال: (أيَّمتْ حَنَّةُ (٢) مِنْ زَوْجها، وأيَّمَ عُثْمانُ مِنْ رُقَيَّةَ) (٣)، يُقال: رَجُلٌ عَزَبٌ، وامْرأةٌ عَزَبَةٌ، قاله ثَعْلَبٌ (٤)، وإنَّما سُمِّيَ عَزَبًا لاِنفِراده، ولا يُقالُ: أعْزَبُ.

ورُدَّ: بأنَّها لغةٌ حكاها الأزْهَريُّ عن أبي حاتِمٍ، وفي «صحيح البخاريِّ» عن ابن عمر: «وكنتُ شابًّا أعْزَبَ» (٥).

وسَواءٌ تزوَّج الرَّجلُ أوْ لَا، والمرأةُ سَواءٌ كانت بِكْرًا أوْ ثَيِّبًا، وقِيلَ: لا يكون الأيِّمُ إلاَّ بِكْرًا.

(وَيَحْتَمِلُ: أَنْ يَخْتَصَّ الْأَيَامَى بِالنِّسَاءِ، وَالْعُزَّابُ بِالرِّجَالِ)؛ لِقَولِه تعالَى: ﴿وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ﴾ [النُّور: ٣٢]، وفي الخبر: «أَعوذُ بالله من بَوار (٦) الأيِّمِ» (٧)، إنَّما أراد به النِّساءَ؛ لأِنَّ العُرْفَ اخْتِصاصُهُنَّ بهذا


(١) ينظر: كشف المشكل لابن الجوزي ١/ ١١٦. وسقط من (ح) قوله: (كشف).
(٢) كذا في النسخ الخطية، والذي في المصادر: (حفصة)، وهي حفصة بنت عمر بن الخطاب.
(٣) ينظر: الطبقات لابن سعد ٨/ ٨٣، ومستدرك الحاكم (٦٧٥١).
(٤) ينظر: الفصيح ص ٣٢٠.
(٥) أخرجه البخاري (٣٧٣٨).
(٦) في (ح): أسرار. وفي (ظ): (بواز). والبوار: الكساد. ينظر: غريب الحديث للخطابي ١/ ٢٠٠.
(٧) أخرجه الطبراني في الكبير (١١٨٨٢)، والخطيب في التاريخ (١٢/ ٤٤٥)، من حديث ابن عباس ، وفي سنده راوٍ مجهول، قال الهيثمي: (وفيه عباد بن زكريا الصريمي ولم أعرفه)، وضعفه الألباني، وذكر أن لبقية ألفاظه شواهد في الصحيح، عدا لفظ: «بوار الأيم»، وأخرج سعيد بن منصور (٦٩١)، عن حكيم بن عمير وضمرة بن حبيب: «أن رسول الله كان يتعوذ من كساد الأيامى ويدعو لهن بالنفاق»، وفي سنده: أبو بكر ابن أبي مريم وهو ضعيف، وهو مرسل فإن حكيمًا وضمرة تابعيان، وأخرجه البيهقي في الدعوات الكبير (٣٦٦)، عن مجاهد مرسلاً. ينظر: مجمع الزوائد ١٠/ ١٤٣، الضعيفة (١٦٥١).