للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

العراق كانوا لا يُسَمُّونَ شريفًا إلاَّ مَنْ كان من بني العبَّاس، وكثيرٌ من أهل الشَّام وغيرهم لا يُسَمُّون إلاَّ مَنْ كان علَوِيًّا (١).

والشَّريفُ في اللُّغة: خلافُ الوضيع، ولَمَّا كان أهلُ بيت النَّبيِّ أحقُّ البيوت بالتَّشريف؛ صار مَنْ كان من أهل بيته شريفًا، فلو وصَّى لِبَنِي هاشِمٍ؛ لم تَدخُلْ (٢) مَوَالِيهم، نَصَّ عليه (٣).

(وَإِنْ وَقَفَ عَلَى مَوَالِيهِ، وَلَهُ مَوَالٍ مِنْ فَوْقُ وَمِنْ أَسْفَلُ؛ تَنَاوَلَ جَمِيعَهُمْ)، ويَسْتَوُون فيه؛ لأِنَّ الاِسمَ يَشمَلهم جميعًا، قال ابنُ أبي موسى: مَنْ وَقَفَ على مَوالِيهِ المعْتِقينَ؛ جاز، وكان بَينَهم على ما شَرَطَ، فإنْ ماتوا ولهم أولادٌ؛ كان (٤) ما كان وقْفًا عَلَيهم وقْفًا على أوْلادهم.

(وَقَالَ ابْنُ حَامِدٍ: يَخْتَصُّ الْمَوَالِي مِنْ فَوْقُ)؛ لأِنَّهم أقْوَى عَصَبَةً، بدليلِ ثُبوتِ الميراث لهم.

ولا يَسْتَحِقُّ مَولَى أبِيهِ مع وُجود مَوَالِيهِ، فإن لم يَكُنْ له مَوالٍ، فقال الشَّريفُ: هو لمولى (٥) أمِّه، لأنَّ (٦) الاِسْمَ يتناوَله مجازًا، وقد تعذَّرت الحقيقةُ.

فإن كان له مَوَالي أبٍ حِينَ الوقْف ثُمَّ انقرَضَ مَوالِيهِ؛ لم يَكُنْ لموالي الأبِ في ظاهر ما ذَكَروا؛ لأِنَّ الاِسْم تَناوَلَ غَيرَهم، فلا يعود إليهم إلاَّ بِعَقْدٍ، ولم يُوجَدْ.


(١) ينظر: الفروع ٧/ ٣٨٢.
(٢) في (ق): لم يدخل.
(٣) ينظر: مسائل عبد الله ص ٣٨١، مسائل ابن منصور ٨/ ٤٣٤٢.
(٤) في (ح): صار.
(٥) في (ظ): لموالى.
(٦) في (ظ): ولأن.