للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

صاحِبِ الأذان: «أنَّه جَعَلَ حائطَه صدقةً، وجَعَلَه لرسول الله ، فجاء أبواه إلى النَّبيِّ فقالا: لم يكُنْ لنا عَيشٌ إلاَّ هذا الحائطُ، فردَّه رسولُ الله ، ثمَّ ماتا فَوَرِثَهما» (١)، ولأِنَّه إخْراجُ مالٍ على وَجْهِ القُرْبة، فلم يَلزَمْ بمجرده؛ كالصَّدقة.

وجوابُه: السُّنَّةُ الثَّابِتةُ، مع أنَّ (٢) هذا الخبر لَيسَ فيه ذِكْرُ الوَقْفِ، والظَّاهِرُ أنَّه جَعَلَه صدقةً غَيرَ مَوقُوفٍ، فرأى النَّبيُّ والِدَيهِ أحقَّ بصرفها (٣) إلَيهِما، بدليل أنَّه لم يَرُدَّها إليه، ويَحتَمِلُ أنَّ الحائطَ كان لهما، وتَصرُّفه فيه بحُكْمِ النِّيابة عنهما، ولم يُجِيزاهُ (٤).

ثُمَّ القِياسُ على الصَّدقة لَيسَ بظاهِرٍ، فإنَّها تَلزَمُ في الحياة بغَيرِ حُكْمِ


(١) أخرجه الدارقطني (٤٤٤٩)، والحاكم (٨٠٢١)، والمحاملي في أماليه رواية ابن مهدي (٣١٨)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١١٨١)، عن بشير بن محمد بن عبد الله بن زيد، عن جده. وبشير بن محمد لم يدرك جده، قاله الدارقطني والحاكم. وأخرجه عبد الرزاق (١٦٥٨٩)، والنسائي في الكبرى (٦٢٧٩)، والدارقطني (٤٤٥٢)، والبيهقي في الكبرى (١١٩١٣)، من طريق أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عبد الله بن زيد الأنصاري، قال الدارقطني: (هذا أيضًا مرسل؛ لأن عبد الله بن زيد بن عبد ربه توفي في خلافة عثمان ولم يدركه أبو بكر بن حزم)، وكذا قال البيهقي، وقال: (وروي من أوجه أخر عن عبد الله بن زيد، كلهنَّ مراسيل).
(٢) في (ظ): أثر.
(٣) في (ظ): بصرفهما.
(٤) في (ق): ولم يخبراه.