للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الماءُ القليلُ يخاف أن يَعطَشَ: «يتيمَّم ولا يَغتَسِل» رواه الدَّارقطني (١)، ولأنَّه يخشى الضَّرَرَ على نفسِه، أشبه المريض بل أوْلى.

(أَوْ رَفيقِهِ) المحتَرَمِ؛ لأنَّ حُرْمة الآدمِيِّ تُقدَّم على الصَّلاة، بدليل ما لوْ رَأَى حريقًا عند ضِيقِ وقتِها؛ فيتركُها ويخرج لإنقاذه، فلَأن يقدَّم على الطَّهارة بالماء بطريق الأولى، قال أحمد: (عدة (٢) من الصَّحابة تيمَّموا، وحبَسوا الماء لسقايتهم) (٣)، ولا فرق بين المُزامِل (٤) له، أو واحِدٍ من أهل الرَّكْب؛ لأنَّه لا يخلُّ بالمُرافَقَةِ.

ودَفْعُه إلى عطْشانَ يخشى تلَفَه؛ واجِبٌ، وصرَّح به في «المغني» وغيره، وقيل: يُستحبُّ، اختاره أبو بكْرٍ والقاضِي.

والأصوبُ كما ذكره الزَّرْكشي: أنَّهما (٥) في حَبْس الماء لعَطَشِ الغيْرِ


(١) أخرجه الدارقطني (٧٧٤)، وأخرجه ابن أبي شيبة (١١١٨)، وابن المنذر في الأوسط (٥٢٩)، والبيهقي في الكبرى (١١٠٨)، من طرق عن عطاء بن السائب، عن زاذان، عن علي. وإسناده حسن، وأحد هذه الطرق من رواية شعبة عن عطاء، وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط. ينظر: الكواكب النيرات ص ٣٢٣.
(٢) في (أ): عنده.
(٣) في (أ): لسقاتهم. وفي (و): لسقائهم. ينظر: مسائل ابن هانئ ١/ ١٣، وفيه: (حبسوا الماء لسقايتهم).
من ذلك: ما تقدم عن علي .
وروي عن ابن عباس : أخرجه ابن أبي شيبة (١١٢٠)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (١١٠٩)، عن ابن عباس قال: «إذا كنت مسافرًا وأنت جنب، أو أنت على غير وضوء؛ فخفت إن توضأت أن تموت من العطش؛ فلا توضأْهُ واحبسه لنفسك»، وفي إسناده عطاء بن السائب، وقد اختلط، والراوي عنه حسن بن صالح، ولا يُعلم أنه ممن روى عنه قبل الاختلاط. ينظر: الكواكب النيرات ص ٣١٩.
(٤) قوله: (بين المزامل) هو في (ب): الملازم. قال في الصحاح ٤/ ١٧١٨: (المزاملة: المعادلة على البعير).
(٥) أي: القول بالوجوب أو الاستحباب.