للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فلو كانا متساوِيَيِ (١) القِيمَةِ، فأعْتَقَهما بكلمةٍ واحدةٍ، ولا مالَ له سَواهُما، فمات أحدُهما في حياته؛ أُقْرِعَ بَينَ الحيِّ والميت، فإنْ وَقَعتْ على الميت؛ فالحيُّ رَقِيقٌ، ويَتَبيَّنُ (٢) أنَّ الميتَ نصفُه حُرٌّ؛ لأِنَّ مع الوَرَثة مِثْلَ نصفه، وإنْ وَقَعتْ على الحيِّ؛ عَتَقَ ثُلُثه (٣) ولا يُحْسَبُ الميتُ على الورثة؛ لأِنَّه لم يَصِلْ إلَيهِم.

(وَإِنْ كَانَ مَوْهُوبًا لِإِنْسَانٍ؛ فَلَهُ)؛ أيْ: للمَوهُوبِ له (مِنَ الْعَبْدِ (٤) بِقَدْرِ مَا عَتَقَ مِنْهُ)؛ لأِنَّ القَدْرَ الموْهُوبَ يَعْدِلُ القَدْرَ المعْتَقَ، (وَبِقَدْرِهِ مِنْ كَسْبِهِ)؛ لأِنَّ الكَسْبَ يَتْبَعُ الملْكَ، فلَزِمَ أنْ يَملِكَ من الكَسْبِ بِقَدْرِ ما مَلَكَ من العَبد.

فإنْ كانَتْ قِيمَتُه مائَةً فكَسَبَ تسعةً، فاجْعَلْ له مِنْ كلِّ دِينارٍ شَيئًا، فقد عَتَقَ منه مائةُ (٥) شَيءٍ، وله مِنْ كَسْبه تسعةُ أشْياءَ، ولهم مائتا شَيءٍ، فيَعْتِقُ منه مائةُ جُزْءٍ، وتِسْعةُ أجْزاءٍ مِنْ ثلاثِمائةٍ وتِسعةٍ، وله (٦) من كَسْبه مِثْلُ ذلك، ولهم مائتا جزءٍ من نفسه ومائتا جزءٍ من كَسْبه.

فإنْ كان على السَّيِّد دَينٌ يَسْتَغْرِقُ قِيمتَه وقِيمةَ كَسْبه؛ صُرِفا في الدَّين، ولم يَعتِقْ منه شَيءٌ؛ لأِنَّ الدَّينَ مُقدَّمٌ على التَّبرُّع، وإن لم يَسْتغْرِقْ قِيمتَه وقِيمةَ كَسْبِه؛ صُرِفَ مِنَ العبدِ وكَسْبِه ما يُقْضَى منه الدَّينُ، وما بَقِيَ منهما يُقْسَمُ على ما يُعمَلُ في العبد الكامِلِ وكَسْبِه.

(وَإنْ أَعْتَقَ جَارِيَةً) لا مالَ له غَيرُها، (ثُمَّ وَطِئَهَا، وَمَهْرُ مِثْلِهَا نِصْفُ


(١) في (ق): متساوي.
(٢) في (ق): ونتبين.
(٣) في (ظ): ثلثيه. والمثبت موافق للمغني ٦/ ٢٠٨ والشرح الكبير ١٧/ ١٥٤.
(٤) قوله: (من العبد) سقط من (ظ) و (ق).
(٥) في (ح): بمائة.
(٦) في (ح): له.