للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(وَمِنَ الصَّبِيِّ الْعَاقِلِ إِذَا جَاوَزَ الْعَشْرَ)، نَقَلَه صالِحٌ وحَنبَلٌ (١)، قال أبو بَكْرٍ: لا يَختَلِف المذْهَبُ في صِحَّتها؛ لمَا رَوَى سعيدٌ: «أنَّ صَبِيًّا مِنْ غَسَّانَ له عَشْرُ سِنِينَ أوصَى لَأخْوالٍ له، فرُفِعَ ذلك إلى عمرَ بنِ الخَطَّاب، فأجاز وصيَّتَه»، ورَوَى مالِكٌ في «موطئه» بإسْناده عنه نحوَه (٢)، وانْتَشَر ولم يُنكَرْ، ولأِنَّه تصرُّفٌ تمحَّضَ (٣) نَفْعًا له، فصحَّ منه؛ كالإسلام والصَّلاة، ولأِنَّه لا يَلحَقُه ضَرَرٌ في (٤) عاجِلِ دنياهُ ولا أُخْراهُ، بخلاف الهِبَة والعِتْق المنَجَّزِ، فإنَّه تَفْويتٌ لمالِه.

وقيَّده (٥) الخِرَقِيُّ: إذا وافق (٦) الحقَّ، وهو مرادٌ في جميع الوصايا.

(وَلَا تَصِحُّ مِمَّنْ لَهُ دُونَ السَّبْعِ)، قال أبُو بَكْرٍ: لا يَختَلِفُ المذْهَبُ فِيهِ؛


(١) ينظر: مسائل صالح ٢/ ١٤٨، المغني ٦/ ٢١٥.
(٢) أخرجه سعيد بن منصور (٤٣٠)، من طريق أبي بكر بن محمد، عن عمرو بن سليم الزرقي: وذكره. وأخرجه مالك (٢/ ٧٦٢)، ومن طريقه سحنون في المدونة (٤/ ٣٤٦)، والبيهقي في الكبرى (١٢٦٥٧)، نحوه. وأخرجه ابن أبي شيبة (٣٠٨٤٨)، والدارمي (٣٣٣٠)، عن أبي بكر بن عمرو بن حزم مرسلاً. وأخرجه عبد الرزاق (١٦٤١٠)، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرو بن سليم الغساني نحوه. ومداره على أبي بكر بن محمد، تارة يرسله وتارة يذكر فيه عمرو بن سليم، قال البيهقي: (الخبر منقطع؛ فعمرو بن سليم الزرقي لم يدرك عمر ، إلا أنه ذُكر في الخبر انتسابه إلى صاحب القصة)، وتعقبه ابن التركماني في الجوهر النقي ٦/ ٢٨٢ فقال: (في الثقات لابن حبان: "قيل: إنه كان يوم قتل عمر بن الخطاب قد جاوز الحلم"، وقال أبو نصر الكلاباذي: قال الواقدي: "كان قد راهق الاحتلام يوم مات عمر". انتهى كلامه، وظهر بهذا أنه ممكن لقاؤه لعمر، فتحمل روايته عنه على الاتصال على مذهب الجمهور كما عُرف)، قال الألباني في الإرواء ٦/ ٨١: (وكأنه لهذا قال الحافظ في الفتح: وهو قوي، فإن رجاله ثقات، وله شاهد)، وينظر أيضًا كلام الحافظ في الدراية ٢/ ٢٩١.
(٣) في (ق): محض.
(٤) قوله: (في) سقط من (ق).
(٥) في (ح): في.
(٦) في (ظ): وافقه.