للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وابنِ مَسعودٍ (١)، ولا مُخالِفَ لهما في الصَّحابة، ولأِنَّ السَّهْمَ في كلام العرب السُّدُس، قاله إياسُ بنُ مُعاويةَ (٢)، فتَنصرِفُ الوصيَّةُ إلَيه، كما لو لَفَظَ به، (إِنْ لَمْ تَكْمُلْ فُرُوضُ الْمَسْأَلَةِ)؛ كبِنْتٍ وبِنْتِ ابْنٍ، (أَوْ كَانُوا عَصَبَةً)؛ كالبَنينَ أو الإخوة، (أُعْطِيَ سُدُسًا كَامِلاً)؛ لأِنَّه مُوصًى به، (وَإِنْ كَمُلَتْ فُرُوضُهَا؛ أُعِيلَتْ بِهِ، وَإِنْ عَالَتْ؛ أُعِيلَ مَعَهَا) كمسائل العَول.

وقِيلَ: له سُدسُه كلُّه، أطْلَقَه في روايةِ حَرْبٍ (٣)، وأطْلَقَه في «المحرَّر» و «الرَّوضة»، ولعلَّ مُرادَهم ما ذَكَرَه المؤلِّفُ من التَّفْصيل.

(وَالثَّانِيَةُ: لَهُ سَهْمٌ مِمَّا تَصِحُّ مِنْهُ الْمَسْأَلَةُ) مضافًا إلَيها، وهي ظاهِرُ كلامه في روايةِ الأثْرم وأبِي طالِبٍ (٤)؛ لأِنَّ (سَهْمًا) يَنصرِفُ إلى سِهام فَرِيضَتِه، أشْبَهَ ما لو قال: فريضتِي أو كذا (٥) سَهْمًا لك منها سَهْمٌ.

قال القاضي، وتَبِعَه المؤلِّفُ: (مَا لَمْ يَزِدْ عَلَى السُّدُسِ)، فإنْ زاد عَلَيه؛ فَلَهُ السُّدسُ؛ لأِنَّه مُتَحَقَّقٌ.

(وَالثَّالِثَةُ: لَهُ مِثْلُ نَصِيبِ أَقَلِّ (٦) الْوَرَثَةِ) مضمومًا إلَيها، اختاره (٧) الخَلاَّلُ


(١) أخرجه محمد بن الحسن في الأصل (٥/ ٤٢٦)، وابن أبي شيبة (٣٠٨٠١)، عن هُزَيْل، عن عبد الله بن مسعود ، أنه سئل عن إنسان أوصى بسهم، فقال: «له السُّدُس»، وأخرجه البزار (٢٠٤٧)، بإسناده ورفعه، ومدار الموقوف والمرفوع على العرزمي وهو متروك كما تقدم.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة (٣٠٨٠٢).
(٣) ينظر: الوقوف والترجل ص ٦٨.
(٤) ينظر: الروايتين والوجهين ٢/ ١٧.
(٥) قوله: (فريضتي أو كذا سهمًا) كذا في النسخ الخطية، والذي في المغني ٦/ ١٥٩ والشرح الكبير ١٧/ ٤١٩: فريضتي كذا وكذا سهمًا.
(٦) في (ح): أقل نصيب.
(٧) في (ح): اختارها.