للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جَهِلَ الوَرَثَةُ كَيفَ ماتَا، أوْ تحقَّقُوا السَّابِقَ وجَهِلُوا عَينَه.

(فَيُقَدَّرُ أَحَدُهُمَا مَاتَ أَوَّلاً، وَيُوَرَّثُ الآْخَرُ مِنْهُ، ثُمَّ يُقْسَمُ مَا وَرِثَهُ مِنْهُ عَلَى الْأَحْيَاءِ مِنْ وَرَثَتِهِ، ثُمَّ يُصْنَعُ بِالثَّانِي كَذَلِكَ)، فيُقدَّرُ أنَّ المرأةَ ماتَتْ أوَّلاً، فَوَرِثَها زَوجُها وابْنُها أرْباعًا، ثُمَّ يأخُذُ ما وَرِثَه الاِبْنُ فيُدفَعُ لِوَرَثَتِه (١) الأحياءِ، وهُمُ الأبُ، فيَجتَمِعُ له جَميعُ مالِه، ثُمَّ يُقدَّرُ أنَّ الاِبْنَ مات أوَّلاً، فَوَرِثَه أبَواهُ أثْلاثًا، ثُمَّ يأخُذُ ثُلثَ الأمِّ فيَقْسِمُه بَينَ وَرَثَتِها الأحياءِ، وهم أخُوها وزَوجُها نِصفَينِ فيَحصُل للأخ السُّدسُ من مال الاِبْنِ، قال أحمدُ (٢): أذْهَبُ إلى قَولِ عُمَرَ (٣) وعليٍّ (٤) وشُرَيحٍ وإبراهيمَ والشَّعبيِّ، وحكاهُ في «المغْنِي» و «الشَّرح»


(١) في (ق): لورثة.
(٢) ينظر: المغني ٦/ ٣٧٨.
(٣) أخرجه سعيد بن منصور (٢٢٩، ٢٣٠)، عن إبراهيم، عن عمر أنه قال في أناس ماتوا في بيت جميعًا لا يُدرى أيهم مات قبل صاحبه، قال: «يورث بعضهم من بعض»، مرسل، ورجاله ثقات. وأخرجه سعيد بن منصور (٢٣٢)، والدارمي (٣٠٩٠)، من طرق عن ابن أبي ليلى، عن الشعبي، قال: وقع الطاعون بالشام عام عَمَواس، فجعل أهل البيت يموتون من آخرهم، فكتب في ذلك إلى عمر، فكتب عمر: «أن وَرِثُوا بعضهم من بعض». وأخرجه ابن أبي شيبة (٣١٣٤٤)، عن ابن أبي ليلى، عن الشعبي، عن عبيدة، عن عمر . وأخرجه عبد الرزاق (١٩١٥٣)، عن ابن أبي ليلى عن عمر وعليٍّ مرسلاً. ومداره على محمد بن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ. وأخرجه ابن أبي شيبة (٣١٣٤٢)، عن أبي حَصِين، عن الشعبي. وأخرجه أحمد في مسائل ابن منصور (٢٩٩٧)، وابن أبي شيبة (٣١٣٤٦)، عن قبيصة بن ذؤيب، عن عمر، وهذا مرسل جيد. وروي من طرق أخرى.
(٤) أخرجه سعيد بن منصور (٢٣١)، وابن أبي شيبة (٣١٣٤٣)، والبيهقي في المعرفة (٩/ ١٠٩)، عن الحارث: «عن علي أن قومًا غرقوا في سفينة، فورّث علي بعضهم من بعض»، والحارث الجعفي ضعيف. وأخرجه سعيد بن منصور (٢٣٣)، عن أشعث بن سوار، عن الشعبي نحوه مرسلاً. والأشعث ضعيف. وأخرجه عبد الرزاق (١٩١٥٢)، وابن أبي شيبة (٣١٣٤٥)، والبخاري في التاريخ الكبير (٤٤٥)، والدارمي (٣٠٩١)، عن حريش البجلي، عن أبيه: «أن رجلاً وابنه، أو أخوين؛ قُتِلا يوم صفِّين جميعًا، لا يُدرى أيهما قتل أولًّا، قال: فورَّث عليٌّ كل واحد منهما صاحبه»، وحريش وأبوه مجهولان. وأخرجه البيهقي في الكبرى (١٢٢٥٦)، عن شيخ من أهل البصرة، عن عمارة بن حزن، عن أبيه: أن عليًّا ورث قتلى الجمل، فورث ورثتهم الأحياء. وعمارة لم نعرفه. وقد احتج الإمام أحمد بأثر عمر وعلي كما في المقرر على أبواب المحرر ٢/ ٨٤.