للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عن عمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وزيدٍ، وابنِ مَسعودٍ، أنَّهم قالوا: «الوَلاءُ للكُبَرِ» (١)، فهذا الذي نذهب إليه، وهو قَولُ أكثرِ النَّاس (٢).

قُلْتُ: وقد رواهُ سعيدٌ، ثَنا هُشَيمٌ، ثَنا أشْعَثُ بنُ سَوَّارٍ، عن الشَّعْبِيِّ: «أنَّ عُمَرَ، وعَلِيًّا، وزَيدًا، وابنَ مسعودٍ: جَعَلُوا الوَلاءَ للكُبَرِ» (٣).

والثَّانيةُ، ونَقَلَها حنبلٌ وابنُ الحَكَمِ: أنَّ الوَلاءَ (٤) يُورَث كالمال (٥)، وقالَهُ جَمْعٌ من الصَّحابة (٦)، ومَعْناهُ: أنَّ مَنْ مَلَكَ شَيئًا في حَياتِه؛ فهو لِوَرَثَتِه، لكِنْ


(١) أخرجه عبد الرزاق (١٦٢٣٨)، وابن أبي شيبة (٣١٥٦٠)، والبيهقي في الكبرى (٢١٤٩٥)، عن منصور، عن إبراهيم، قال عمر وعبد الله وزيد: «الولاء للكبر»، وعند عبد الرزاق: (علي) مكان (عبد الله). وأخرجه سعيد بن منصور (٢٦٥)، وابن أبي شيبة (٣١٥٥٩)، والبيهقي في الكبرى (٢١٤٩٦)، عن إبراهيم، عن علي وعبد الله وزيد. وأخرجه سعيد بن منصور (٢٦٧)، والدارمي (٣٠٦٥)، والبيهقي في الكبرى (٢١٤٩٤)، عن أشعث بن سوَّار، عن الشعبي، عن عمر وعبد الله وعلي وزيد. وأشعث ضعيف. وأخرجه ابن أبي شيبة (٣١٥٦١)، والدارمي (٣٠٦٧)، عن الشعبي عن علي وزيد. وأخرج البيهقي في الكبرى (٢١٥١١)، عن زيد بن وهب، عن علي وعبد الله وزيد. إسناده حسن. وأخرج مالك (٢/ ٧٨٤)، وعنه الشافعي في الأم (٤/ ١٣٤)، والبيهقي في الكبرى (٢١٤٩٢)، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، في قصة أن عثمان قضى بنحوه. إسناده صحيح. وأخرج البيهقي في الكبرى (٢١٤٩٣)، عن سعيد بن المسيب، أن عمر وعثمان قالا: «الولاء للكبر»، وإسناده صحيح. وقد روي من وجوه أخرى.
(٢) لم نجدها في المطبوع من مسائل صالح، وينظر: زاد المسافر ٤/ ١٤٨.
(٣) أخرجه سعيد (٢٦٧)، وتقدم مطولاً ضمن تخريج الآثار في حاشية (١).
(٤) زيد في (ق): لا.
(٥) ينظر: الروايتين والوجهين ٢/ ٥٦، الهداية ص ٦٣٥.
(٦) روي عن عمر وعلي وابن عباس كما في المغني ٦/ ٤٢٨ وشرح الزركشي ٤/ ٥٦٨ وغيرهما، ولم نقف عليه مسندًا عن ابن عباس .
وأثر عمر : أخرجه أحمد (١٨٣)، وابن أبي شيبة (٣١٥١٨)، وأبو داود (٢٩١٧)، والنسائي في الكبرى (٦٣١٤)، وابن ماجه (٢٧٣٢)، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: تزوج رِئاب بن حذيفة أم وائل، فولدت له ثلاثة، فتوفيت أمهم، فورثها بنوها رباعًا وولاءَ مواليها، فخرج بهم عمرو بن العاص إلى الشام، فماتوا في طاعون عمواس، فورثهم عمرو وكان عصبتهم، فلما رجع عمرو بن العاص جاء بنو معمر يخاصمونه في ولاء أختهم إلى عمر، فقال عمر: أقضي بينكم بما سمعت من رسول الله ، سمعته يقول: «ما أحرز الولد والوالد فهو لعصبته من كان»، قال: فقضى لنا به. هذا لفظ ابن ماجه. وصححه ابن المديني وابن عبد البر كما في البلوغ ص ٣٦٨.
وأخرجه عبد الرزاق (١٦٢٤٨)، عن ابن جريج، أن عمرو بن شعيب ذكر أن عندهم كتابًا من عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص: «إن كان لرجل موالٍ وله ابنان، فمات الأب؛ كان الولاء لابنيه، ثم مات أحد ابنيه وله ولد ذكور، ثم مات بعض الموالي؛ كان ابن الابن على حصة أبيه من الولاء، ولم يكن الولاء لعمه».
وأثر علي : تقدم تخريجه ٧/ ٢٤٣ حاشية (٤) ولفظه: «الولاء شعبة من الرق، فمن أحرز الميراث أحرز الولاء».