للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إلا ظِلُّه» رواهُ سَهْلُ بنُ حُنَيْفِ (١).

فإذا كاتَبَ رقيقَه وله مالٌ؛ فهو لسيِّده، إلاَّ أنْ يَشْتَرِطَه المكاتَبُ، في قَولِ أكثرِ العلماء.

وعَنْهُ: للرَّقيق.

(وَهِيَ مُسْتَحَبَّةٌ لِمَنْ يَعْلَمُ فِيهِ خَيْرًا)؛ للنَّصِّ، (وَهُوَ الْكَسْبُ وَالْأَمَانَةُ) في ظاهِرِ المذْهَبِ، وأسْقَطَ الأمانةَ في «الواضح» و «الموجز» و «التَّبصرة».

(وَعَنْهُ: أَنَّهَا وَاجِبَةٌ، إِذَا ابْتَغَاهَا مِنْ سَيِّدِهِ) بقيمتِه (أُجْبِرَ عَلَيْهَا)، اختاره أبو بَكْرٍ، ذَكَرَه الحُلْوانِيُّ، لقوله تعالى: ﴿فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا﴾ [النُّور: ٣٣]، والأمرُ للوُجوب، وقد رَوَى محمَّدُ بنُ سِيرِينَ: «أنَّ أباهُ سِيرِينَ كانَ عَبْدًا لأِنَسِ بنِ مالِكٍ، فَسَأَلَه أنْ يُكاتِبَه، فأبَى عَلَيهِ، فأخَبَرَ سِيرِينُ عمرَ بنَ الخَطَّاب، فَرَفَعَ الدِّرَّةَ عَلَيهِ، وقَرَأَ الآيةَ، فكاتَبَهُ أَنَسٌ» (٢).


(١) أخرجه أحمد (١٥٩٨٦)، وعبد بن حميد في المنتخب (٤٧١)، وابن أبي شيبة (٢٢١٧٦)، والطحاوي في شرح المشكل (٣٨١٨)، والطبراني في الكبير (٥٥٩٠)، من طرق عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الله بن سهل بن حنيف، عن أبيه مرفوعًا، وسنده ضعيف، قال البوصيريّ: (مدار أسانيد حديث سهل بن حنيف هذا على: عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو ضعيف، ضعّفه أحمد بن حنبل وابن معين وأبو حاتم وعلي بن المديني وابن خزيمة وغيرهم). وهو في التّحقيق صدوق حسن الحديث، إلاّ فيما تفرّد به مما لا يحتمل تفرّده فيه، لكن فيه: عبد الله بن سهل بن حنيف، قال أبو زرعة: (لا أعرف حاله)، وقال الحسيني: (ليس بالمشهور)، والحديث ضعّفه البوصيري والألباني، وصحّحه الحاكم، وتُعقِّب، وحسّنه ابن حجر، وقال ابن عساكر: (حسن غريب). ينظر: معجم الشيوخ لابن عساكر ١/ ٤٩٦، ميزان الاعتدال ٢/ ٤٨٥، الإكمال في ذكر من له رواية في مسند الإمام أحمد (٤٤٩)، إتحاف الخيرة المهرة ٥/ ٤٥٨، ذيل الكاشف (٧٧١)، الأمالي المطلقة (١٠١)، الضّعيفة (٤٥٥٥).
(٢) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٧/ ١١٩)، والطبري في التفسير (١٧/ ٢٧٦)، والبيهقي في الكبرى (٢١٦١٥)، وصحح إسناده ابن كثير في التفسير ٦/ ٥٣. وعلقه البخاري بصيغة الجزم (٣/ ١٥١)، ووصله إسماعيل القاضي في أحكام القرآن له كما في المحلى (٨/ ٢٢١)، وتغليق التعليق (٣/ ٣٤٨).