للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رِجْلَيها، وإذا غَطَّتْ رجْلَيها لم يَبلُغْ رأْسَها، فقال لها النَّبيُّ : «إنَّه لَيسَ عَلَيكِ بَأْسٌ، إنَّما هو أبوكِ وغُلامُكِ» رواه أبو داودَ (١).

وكَرِهَ أحمدُ النَّظَرَ إلى شَعْرِها (٢)، رواهُ أبو بَكْرٍ، عن جابِرٍ (٣)، وأباحَهُ ابنُ عبَّاسٍ (٤)، ورجَّحه في «المغْنِي»، وجَعَلَه مِنْ ذَواتِ المحارِم.

وذَكَرَ السَّامَرِّيُّ في (٥) النَّظَرِ إلى الوَجْه والكَفَّينِ للحاجة، ولا يَخْلُو بها؛ لأِنَّه لَيسَ بمَحْرَمٍ لها على الأصحِّ.

(وَلِغَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ؛ كَالكَبِيرِ، وَالعِنِّينِ، وَنَحْوِهِمَا: النَّظَرُ إِلَى ذَلِكَ)؛ أيْ: إلى (٦) الوَجْه والكَفَّينِ؛ لقوله تعالى: ﴿أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ﴾ [النُّور: ٣١]؛ أيْ: غَيرِ أُولِي الحاجة، وعن مُجاهِدٍ وقَتادةَ: (هو الذي لا أَرَبَ له في النِّساء) (٧)،


(١) أخرجه أبو داود (٤١٠٦)، والبيهقي في الكبرى (١٣٥٤٥)، والضياء في المختارة (١٧١٢)، عن أبي جميع سالم بن دينار، عن ثابت، عن أنس . وأبو جميع: قليل الحديث، وثقه ابن معين، وقال أحمد: (أرجو ألاَّ يكون به بأس)، وليّنه أبو زرعة. وقال الذهبي: (صدوق). ولكنّه لم يتفرّد به، بل تابعه عند ابن عدي (٤/ ٣١٧) سلام بن أبي الصهباء. وسنده صالح في المتابعات. والحديث صححه ابن القطان وابن الملقن والألباني، وحسنه مقبل الوادعي. ينظر: الجرح والتعديل ٤/ ١٨٠، الكاشف (١٧٦٩)، البدر المنير ٧/ ٥١٠، الإرواء ٦/ ٢٠٦، الجامع الصحيح ٣/ ٤٥.
(٢) ينظر: أحكام النساء ص ٤١.
(٣) لم نقف عليه عن جابر، ورويت كراهته عن ابن المسيب والحسن ومجاهد وعطاء وغيرهم، أخرجها ابن أبي شيبة (٤/ ١١)، والبيهقي في الكبرى (٧/ ١٥٤).
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة (١٧٢٧٠)، والطحاوي في معاني الآثار (٧٢٠٧)، عن ابن عباس قال: «لا بأس أن ينظر المملوك إلى شعر مولاته»، وعلَّقه الخلال في أحكام النساء (ص ٤٧)، وفيه شريك بن عبد الله النخعي وهو ضعيف، قال الأثرم لأحمد: أفليس هذا إسنادًا؟ قال: (ليس به بأس)، وسأله أبو طالب عن ذلك، فقال: (لم يرو هذا غير السدي)، كأنه يشير إلى عدم صحته. ذكرهما في أحكام النساء ص ٤٧.
(٥) قوله: (في) سقط من (ق).
(٦) قوله: (إلى) سقط من (ق).
(٧) ينظر: تفسير الطبري ١٧/ ٢٦٧.