للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها: طين الشَّارع؛ فهو طاهر ما لم تعلم (١) نجاسته. وعنه: نجس، فيعفى عن يسيره، ويسير دخان نجاسة في وجه، وأطلق أبو المعالي العفو عنه، ولم يقيِّده باليسير؛ لأنَّ التَّحرُّز لا سبيل إليه، قال في «الفروع»: وهذا متوجِّه.

(وَلَا يَنْجُسُ الآدَمِيُّ بِالْمَوْتِ) على الأصحِّ؛ لما روى أبو هريرة: أنَّ النَّبيَّ قال: «المؤمن لا يَنجُس» متَّفق عليه (٢)، ولمسلم معناه من حديث حذيفة (٣)، وعن ابن عبَّاس: أنَّ النَّبيَّ قال: «المسلم ليس بِنجِس حيًّا ولا ميِّتًا» رواه الدَّارقطني والحاكم، وقال: (على شرطهما)، وذكره (٤) البخاري موقوفًا على ابن عبَّاس (٥).

وعن أحمد: بلى، ما عدا الأنبياء ؛ لما روى الدَّارقطني: «أنَّ زِنجِيًّا وقع في بئر زمزم فمات، فأمر بها ابن عبَّاس أن تنزح» (٦)، ولأنَّه


(١) في (و): يعلم.
(٢) أخرجه البخاري (٢٨٣)، ومسلم (٣٧١).
(٣) أخرجه مسلم (٣٧٢).
(٤) في (و): ذكره.
(٥) أخرجه الدارقطني (١٨١١)، والحاكم (١٤٢٢)، والضياء في المختارة (٢٤٥)، مرفوعًا، وفي سنده عبد الرحمن بن يحيى المخزومي، قال أبو حاتم: (ما بحديثه بأس، صدوق)، وقال ابن الجوزي: (فيه ضعف)، وقال البيهقي: (والمعروف موقوف).
وعلقه البخاري موقوفًا بصيغة الجزم (٢/ ٧٣)، ووصله ابن أبي شيبة (١١١٣٤)، وابن المنذر في الأوسط (٢٩٣٣)، وصحح ابن حجر إسناد الموقوف. ينظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٥/ ٣٠٢، السنن الكبرى للبيهقي ١/ ٤٥٧، التحقيق ٢/ ٤، تغليق التعليق ٢/ ٤٦٠، الفتح ٣/ ١٢٧.
(٦) أخرجه الدارقطني (٦٥)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (١٢٦٢)، عن محمد بن سيرين عن ابن عباس. قال ابن المديني وأحمد وابن معين: (إن ابن سيرين لم يسمع من ابن عباس ، قال شعبة وخالد الحذاء: (أحاديث محمد بن سيرين عن عبد الله بن عباس إنما سمعها من عكرمة، لقيه أيام المختار بالكوفة)، وعلى هذا تحمل هذه الرواية على الاتصال. ينظر: العلل لأحمد ١/ ٤٨٧، فتح الباري ٩/ ٥٤٥ - ٥٤٦، تهذيب التهذيب ٩/ ٢١٧.
وأعله ابن عيينة والشافعي وأبو عبيد بالغرابة، قال ابن عيينة: (إنَّا بمكة منذ سبعين سنة لم أر أحدًا صغيرًا ولا كبيرًا يعرف حديث الزنجي)، وأجاب ابن التركماني والزيلعي: بأن المثبت مقدم على النافي.
وللأثر شواهد أخرى عن ابن عباس، منها ما هو مرسل، ومنها ما ضعفه ينجبر.
وله شاهد صحيح عن ابن الزبير عند ابن أبي شيبة (١٧٢١)، وأبي عبيد في الطهور (١٧٦)، وابن المنذر في الأوسط (١٩٣). ينظر: الطهور لأبي عبيد ص ٢٤٥، معرفة السنن للبيهقي ٢/ ٩٣، الجوهر النقي ١/ ٢٦٦، نصب الراية ١/ ١٢٩.