للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مسلم وأبو داود (١).

وجَوابُه: بحَمْلِه على الاِسْتِحْباب، مع أنَّ أحمدَ نَصَّ على إباحةِ بقيَّةِ الدَّعَوات (٢)، اخْتارَه الأكثرُ، ويُسْتَثْنَى منه: العقيقةُ، فإنَّها تُسَنُّ.

وعنه: تُكرَهُ دَعوةُ الخِتانِ؛ لقَولِ عُثْمانَ بنِ أبي العاصِ: «كُنَّا لا نَأْتِي الخِتانَ على عَهْدِ النَّبيِّ ولا نُدْعَى إليه» رواه أحمدُ (٣)، وفيه ضعفٌ، وكالمأتم.

وظاهر كلام (٤) الخِرَقِيِّ: أنَّ الإجابةَ إلى دَعْوةِ الخِتان مُباحةٌ، ونَصَّ عليه أحمدُ (٥)، وقاله القاضي وعامَّةُ أصحابه؛ كعَمَلِها.

وظاهِرُ كلامِ الأكثرِ على استحباب (٦) الإجابة مطلَقًا، نَصَّ عليه (٧).

وفي «الغُنْية»: يُكرَهُ لأِهْلِ الفَضْل والعِلْم المسارَعةُ إلى إجابةِ الطَّعام والتَّسامُح؛ لأِنَّ فيه دَناءةً وشَرَهًا، لا سِيَّما الحاكِمُ.


(١) قوله: (رواه مسلم وأبو داود) سقط من (ظ)، وفي (ق): رواه أبو داود.
(٢) والحديث: أخرجه مسلم (١٤٢٩)، وأبو داود (٣٧٣٨).
(٣) ينظر: الفروع ٨/ ٣٦٢.
(٤) أخرجه أحمد (١٧٩٠٨)، والطّحاوي في شرح المشكل (٣٠٣٣)، والطبراني في المعجم الكبير (٨٣٨١)، من طريق محمد بن إسحاق، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص به، وسنده ضعيف؛ فإنّ ابن كريز مقبول، ومحمد بن إسحاق مدلِّس وقد عنعن، وفي سماع الحسن البصري من عثمان اختلاف، والأظهر أنه سمع منه، وقد أخرج ابن عدي (٣/ ١٢٨)، عن محمّد بن إسحاق، عن الحسن بن دينار، عن الحسن البصري به. وقال: (وهذا مشهور عن الحسن البصري عن عثمان، والأصل في هذا الحديث رواية ابن إسحاق عن الحسن بن دينار عن الحسن). ينظر: تهذيب الكمال ٦/ ٩٨، التابعون الثقات ١/ ٢٧٩.
(٥) قوله: (كلام) سقط من (ظ) و (ق).
(٦) في (م): الاستحباب.
(٧) ينظر: الفروع ٨/ ٣٦٢.