للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كقوله للأنصار: «أتَيْناكُم أتَيناكُم فحَيُّونا نُحيِّيكم … » الأبياتَ (١).

وإنَّما يُستَحَبُّ الضَّرْبُ به للنِّساء، وجَزَمَ به في «الوجيز»، وظاهر نصوصِه، وكلام الأصحاب يَدُلُّ على التَّسوية، قِيلَ له في روايةِ المرُّوذِيِّ: ما ترى (٢) للنَّاس اليومَ، تُحرِّكُ الدُّفَّ في إملاكٍ أوْ بِناءٍ بلا غِناءٍ؛ فلم يَكرَهْ ذلك (٣).

وخِتانٌ وقُدومُ غائبٍ مِثْلُه، نَصَّ عليه (٤).

وعُلِم منه: تحريمُ كلِّ مَلْهاةٍ سِواهُ؛ كمِزْمارٍ (٥)، وطُنبورٍ، ورَبابٍ، وجنك (٦)، سَواءٌ اسْتُعْمِل لحُزْنٍ أوْ سُرورٍ.

وسأله (٧) ابنُ الحَكَمِ عن النَّفْخ في القَصَبة كالمزمار (٨)، قال: أكْرَهُه،


(١) أخرجه أحمد (١٥٢٠٩)، والنسائي في الكبرى (٥٥٤٠)، وابن عدي (٢/ ١٣٩)، من طرق عن الأجلح، عن أبي الزبير، عن جابر به. وأخرجه ابن ماجه (١٩٠٠)، من هذا الطريق عن ابن عباس . ومداره على الأجلح، وهو صدوق فيه لين، مختلف فيه، وأبو الزبير مدلس وقد عنعن، ولعلّ الاختلاف فيه من الأجلح نفسه، فإن فيه ضعفًا، والحديث ضعفه ابن عدي والألباني، وفي الباب أحاديث لا تخلو من مقال. وأصل الحديث أخرجه البخاري (٥١٦٢)، من حديث عائشة ، أنها زفّت امرأةً إلى رجل من الأنصار، فقال نبيّ الله : «يا عائشة، ما كان معكم لهو؟ فإنّ الأنصار يعجبهم اللّهو». ينظر: علل الدارقطني/ ١٥٨، السنن الكبرى ٧/ ٧١، الصحيحة (٢٩٨١)، الإرواء ٧/ ٥١٥٢.
(٢) في (م): ما يرى.
(٣) ينظر: الروايتين والوجهين: ٣/ ١٤١.
(٤) ينظر: الفروع ٨/ ٣٧٧.
(٥) في (ق): كزمار.
(٦) جنك: جيمه وكافه عجميتان، ويطلق على الدف الذي يضرب به، ويقال للذي يضربه: جنكي. ينظر: تاج العروس ٢٧/ ١٠٠.
(٧) في (م): سأله.
(٨) قوله: (القصبة كالمزمار) في (م): القصب.