للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ﴾ [المَائدة: ١٠٦]، والمرادُ: صلاةُ العصر في قَولِ المفسِّرِينَ (١)، وقال أبو الخَطَّاب: وبَينَ الأَذَانَينِ؛ لأِنَّ الدُّعاءَ بَينَهما لا يُرَدُّ.

وفي المكان: بمكَّةَ، بَينَ الركن (٢) الذي فيه الحَجَرُ الأسودُ والمقامُ، وهو المسمَّى بالحَطِيم، ولو قِيلَ: بالحِجْر لَكانَ أَوْلَى؛ لأِنَّه من البيت.

وبالمدينة: عِنْدَ المنبَر مِمَّا يَلِي القبرَ الشَّريفَ؛ لقوله : «ما بَينَ قَبْرِي ومِنْبَرِي رَوضةٌ من رياضِ الجَنَّة» (٣).

وببيت (٤) المقْدِسِ: عندَ الصَّخرة.

وفي سائر البلدان: في جَوامِعها.

وهل يَجوزُ أنْ يَرتَقِيَا على المنابِر أوْ لا، وإنْ كان في النَّاس كَثْرَةٌ؟ فيه احْتِمالٌ، أو وجهٌ (٥)، قاله في «الواضح».


(١) ينظر: تفسير الطبري ٩/ ٧٥.
(٢) في (م): الركنين.
(٣) روي عن جماعة من الصحابة، وأخرجه بهذا اللفظ أحمد (١١٦١٠) وأبو يعلى الموصلي (١٣٤١) والطحاوي في مشكل الآثار (٢٨٧٩)، من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، عن أبي سعيد مرفوعًا، وإسناده منقطع، أبو بكر ثقة لكن روايته عن جد أبيه منقطعة، قاله ابن كثير، وأخرجه النسائي في الكبرى (٤٢٧٦)، من حديث أم سلمة مرفوعًا، وسنده حسن، فيه عمار بن معاوية الدهني وهو صدوق، وروي هذا اللفظ في طرق أخرى لا تخلو من مقال، والصحيح لفظ البخاري (١١٩٥)، ومسلم (١٣٩٠): «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة»، من حديث عبد الله بن زيد المازني، ومن حديث أبي هريرة عند البخاري (١١٩٦)، ومسلم (١٣٩١)، ورجح القرطبي وابن تيمية والألباني أن اللفظ رُوي بالمعنى، والصحيح ما عند البخاري ومسلم، وأن لفظة: «قبري» شاذة. ينظر: قاعدة جليلة في التوسل (ص ١٤١)، مجموع الفتاوى ٢٧/ ٣٢٥، التكميل لابن كثير ٣/ ٧٩، الفتح ٣/ ٧٠، السنة لابن أبي عاصم تحقيق الألباني ٢/ ٣٤٠.
(٤) في (م): وبيت.
(٥) قوله: (أو وجه) في (م): أوجه.