للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مكة إلى اليوم) (١)، وهو مُرَجَّع (٢)، فيعيد الشَّهادتين - بعد ذكرهما خفضًا - بصوت أرفع من الصوت الأول، وعن أبي محذورة: «أنَّ النَّبيَّ علَّمه الأذان تِسعَ عشرةَ كلمةً، والإقامةَ سبعَ عشرةَ كلمةً» رواه أحمد وأبو داود، وصحَّحه التِّرمذي وابن خزيمة وابن حبان (٣).

والحكمة: أن يأتي بهما بتدبُّرٍ وإخلاص؛ لكونهما المنجيتَين من الكفر المدخلتَين في الإسلام، وسمِّي بذلك؛ لأنَّه رجع إلى الرَّفع بعد أن (٤) تركه، أو إلى (٥) الشَّهادتين بعد ذكرهما.

والمراد بالخفض: أن يُسمِع (٦) من بقربه، أو أهل المسجد إن كان واقفًا والمسجد متوسِّط الخِطِّ (٧).

والتَّرجيع: اسم للمجموع من السِّرِّ والعلانية.

وعنه: لا يعتبر التَّرجيع فيه، وأجاب في «الشَّرح»: (أنَّ النَّبيَّ إنَّما أمر


(١) ينظر: الفروع ٢/ ٩.
(٢) في (أ): يرجع.
(٣) أخرجه أحمد (١٥٣٨١)، وأبو داود (٥٠٢)، والترمذي (١٩٢)، وابن خزيمة (٣٧٧)، وابن حبان (١٦٨١)، وصححه النووي، وابن الملقن، وأصله في مسلم (٣٧٩) من غير ذكر التكبير في أوله أربعًا، وإنما يكون الأذان تسع عشرة كلمة إذا كان التكبير في أوله أربعًا، وحقَّق ابن القطان أنه في بعض روايات مسلم بذكر تربيع التكبير في أوله. ينظر: بيان الوهم والإيهام ٥/ ٦٠٢، الخلاصة ١/ ٢٨٣، البدر المنير ٣/ ٣٤٨، صحيح أبي داود ٢/ ٤١٥.
(٤) قوله: (الرفع بعد أن) هو في (و): الرفع بعد أمن.
(٥) في (و): وإلى.
(٦) في (و): أسمع.
(٧) قال في المصباح المنير ١/ ١٧٣: (الخطة: بالكسر أرض يختطها الرجل لم تكن لأحد قبله، وحذف الهاء لغة فيها).
وقال الرملي في نهاية المحتاج ١/ ٤٠٩: (والمراد بالإسرار بهما: أن يُسمِع من بقربه، أو أهل المسجد إن كان واقفًا عليهم والمسجد متوسط الخطة).