للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَرَوَى الشَّافِعيُّ نحوَه مِنْ قَضاءِ عليٍّ (١)، ولأِنَّه حَبَسَه إلى الموت، فيُحبَسُ الآخَرُ عن الطَّعام والشَّراب حتَّى يَموتَ.

(وَالأُخْرَى (٢): يُقْتَلُ أَيْضًا)، اخْتارَه أبو محمَّدٍ الجَوزِيُّ، وقدَّمه في «الرِّعاية»، وادَّعاه (٣) سُلَيمانُ بنُ موسى إجْماعًا (٤)؛ لأِنَّ قتله (٥) حَصَلَ بفِعْلِهِما، كما لو جَرَحاهُ، لكِنْ إنْ لم يَعلَمِ المُمْسِكُ أنَّه يَقتُلُه؛ أنَّه لا شَيءَ عليه.

وكذا الخِلافُ لو فَتَحَ واحِدٌ فمَه وسَقاهُ آخَرُ سَمًّا قاتِلاً فماتَ، وجَزَمَ في «الوجيز» بقَتْلِه.

ومِثْلُه: لو أمسكه (٦) لِيَقطَعَ طَرَفَه، ذَكَرَه في «الانتصار»، أوْ تبع (٧) رجلاً لِيَقْتُلَه، فهَرَبَ، فأدركه (٨) آخَرُ فَقَطَعَ رِجْلَه، ثُمَّ أدْرَكَه الثَّاني فَقَتَلَه، فإنْ كان (٩)


(١) أخرجه الشافعي في الأم (٧/ ٣٥٠)، عن علي بن أبي طالب : «أنه قال في رجل قتل رجلاً متعمدًا وأمسكه آخر فقال: يقتل القاتل ويحبس الآخر في السجن حتى يموت»، وهو من رواية إسماعيل بن عياش عن ابن جريج، وروايته عن الحجازيين ضعيفة، لكن روي عن علي من أوجه، منها ما أخرجه ابن أبي شيبة (٢٧٧٩٩)، من رواية ابن أبي كثير أن عليًّا ، وذكر نحوه، وهو منقطع، وروي من طريق الشعبي عن علي، ذكره ابن عبد البر في الاستذكار ٨/ ١٧٠ وقال: (وروي ذلك عن علي من وجوه)، فتتقوى هذه الطرق.
(٢) في (م): والآخر.
(٣) في (م): وادعى.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة (٢٧٧٩٨)، عن سليمان بن موسى قال: «الاجتماع فينا على المقتول: هو أن يمسك الرجل ويضربه الآخر، فهما شريكان عندنا في دمه، يقتلان جميعًا».
(٥) في (م): فعله.
(٦) في (م): أمسك.
(٧) في (م): وتبع.
(٨) في (م): وأدركه.
(٩) قوله: (كان) سقط من (م).