للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ورُوِيَ عن الزُّبَيرِ نحوُه (١)، ولأنَّ (٢) الخَصْمَ اعْتَرَفَ بما يُبِيحُ قَتْلَه، فسقط (٣) حقُّه؛ كما لو أقرَّ بقَتْلِه قِصاصًا.

(أَوْ تَجَارَحَ اثْنَانِ، وَادَّعَى كُلُّ وَاحِدٍ أَنَّهُ جَرَحَهُ دَفْعًا عَنْ نَفْسِهِ)، وأنْكَرَه الآخَرُ؛ (وَجَبَ الْقِصَاصُ)؛ لأِنَّ سببَ القِصاص قد وُجِدَ، وهو الجَرْحُ، والأصْلُ عَدَمُ ما يَدَّعِيهِ الآخَرُ، (وَالْقَوْلُ قَوْلُ المُنْكِرِ).

وفي «المذهب» و «الكافي»: تَجِبُ الدِّيَةُ، ونقل (٤) أبو الصَّقْر وحنبلٌ (٥) في قَومٍ اجْتَمَعُوا في دارٍ (٦)، فجَرَحَ وقَتَلَ بعضُهم بعضًا، وجُهِلَ الحالُ: أنَّ على عاقِلةِ المجْروحِينَ دِيَةَ القتلى (٧) يُسقَطُ منها أرْشُ الجِراح، قَضَى به عليٌّ ، رواه أحمدُ (٨).

وهَلْ على مَنْ لَيسَ به جُرْحٌ مِنْ دِيَةِ القَتْلَى شيءٌ؟ فيه وَجْهانِ، قالَهُ ابنُ حامِدٍ.


(١) لم نقف عليه، ذكره ابن قدامة في المغني (٨/ ٢٧١)، وروي عن الزبير، أنه كان يومًا قد تخلف عن الجيش، ومعه جارية له، فأتاه رجلان فقالا: أعطنا شيئًا. فألقى إليهما طعامًا كان معه، فقالا: خل عن الجارية. فضربهما بسيفه، فقطعهما بضربة واحدة. ينظر: مسند الفاروق ٢/ ٢٧٩، والبدر المنير ٩/ ١٧.
(٢) في (م): لأن.
(٣) في (ن): سقط.
(٤) في (م): وقال.
(٥) ينظر: الفروع ٩/ ٣٧٨.
(٦) في (ن): داره.
(٧) في (ن): القتل.
(٨) رواه أحمد في رواية أبي الصقر وحنبل عنه كما في الفروع (٩/ ٣٧٨) حدثنا هشيم، أنبأنا الشيباني، عن الشعبي قال: أشهد على عليٍ أنه قضى به. وأخرجه عبد الرزاق (١٨٣٢٩)، عن هشيم به، ولفظه: «أشهد على عليٍّ أنه قضى في قوم اقتتلوا فقتل بعضهم بعضًا، فقضى بعقل الذين قتلوا على الذين جرحوا، وطرح عنهم من العقل بقدر جراحهم»، وإسناده صحيح.