للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وَلِسَانُ الصَّبِيِّ الذِي يُحَرِّكُهُ بِالْبُكَاءِ)؛ لأِنَّ في إتْلافِه إذهابَ (١) منفعة الجنس، وإتْلافُها كإذهاب (٢) النَّفس في الكلِّ.

وظاهِرُه: ولو لم يَبلُغْ حدَّ النُّطْق، فلو بلغه (٣) ولم يَتكلَّمْ؛ لم تَجِبْ فيه الدِّيَةُ؛ كلِسانِ الأخرس.

وإن كَبِرَ فنَطَقَ ببعض الحروف؛ وَجَبَ فيه بقدْرِ ما ذهب من الحروف؛ لأِنَّا تبيَّنَّا أنَّه كان ناطقًا (٤).

(وَمَا فِيهِ مِنْهُ شَيْئَانِ؛ فَفِيهِمَا الدِّيَةُ، وَفِي أَحَدِهِمَا نِصْفُهَا)، نَصَّ عَلَيه (٥)؛ (كَالعَيْنَيْنِ (٦) إذا (٧) أذهَبَهُما من المسلم خطأً؛ لحديث عمْرِو بنِ حَزْمٍ، ويَستَوِي فيه (٨) الصَّغِيرَتانِ، والصَّحيحتانِ، وضدُّهما، فإنْ كان فيها (٩) بَياضٌ يَنقُصُ البَصَرَ؛ نَقَصَ من الدِّيَةِ بقدْرِه، وإلاَّ فلا.

وعنه: تَجِبُ دِيةٌ كامِلةٌ، جَزَمَ به في «التَّرغيب»؛ كحَوْلاءَ وعَمْشَاء (١٠) مع ردِّ المعيب بهما.

(وَالأْذُنَيْنِ)، وِفاقًا (١١)، قَضَى به عمرُ (١٢)،


(١) في (م): ذهاب.
(٢) في (م): كذهاب.
(٣) قوله: (ولو لم يبلغ حد النطق، فلو بلغه) سقط من (م).
(٤) في (م): تالفًا.
(٥) ينظر: مسائل عبد الله ص ٤٢٢، زاد المسافر ٤/ ٤٣٧.
(٦) في (ظ): العنِّين.
(٧) في (م): أو.
(٨) قوله: (ويستوي فيه) في (ن): ويستوفي.
(٩) في (م): فيهما.
(١٠) في (م): لحول وعمش.
(١١) ينظر: المبسوط ٢٦/ ٧٠، بداية المجتهد ٤/ ٢٠٤، الأم ٦/ ١٣٣، المغني ٨/ ٤٤١.
(١٢) أخرجه عبد الرزاق (١٧٣٩٥)، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه: «أن عمر بن الخطاب ، قضى في الأذن إذا استؤصلت نصف الدية»، وأخرجه عبد الرزاق (١٧٣٩٦)، والبيهقي في الكبرى (١٦٢٢٢)، من طريق عمرو بن مسلم، عن طاوس، وعكرمة: «أن عمر قضى به»، وطاوس وعكرمة لم يسمعا من عمر، قال ابن حجر: (وفي الطريق عن عمر انقطاع). ينظر: التلخيص الحبير ٤/ ٩٩.