للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالرُّجوع كحَدِّ الزِّنى، ولأِنَّ حُجَّةَ القَطْع زالَتْ قَبْلَ استيفائه (١)، فسقط (٢)؛ كما لو رَجَعَ الشُّهودُ.

فائدةٌ: قال أحمدُ والأكْثَرُ: لا بأْسَ بتَلْقِينِ السَّارِق لِيَرْجِعَ عن إقْرارِه (٣)؛ لِلآثارِ (٤).


(١) في (ن): استثنائه.
(٢) قوله: (فسقط) سقط من (م).
(٣) ينظر: مسائل ابن منصور ٧/ ٣٤٧٩.
(٤) ورد ذلك عن أبي بكر وعمر وأبي مسعود وأبي الدرداء :
أما أثر أبي بكر : فأخرجه عبد الرزاق (١٨٩١٩)، عن ابن جريج، سمعت عطاء يقول: «كان من مضى يؤتى أحدهم بالسارق فيقول: أسرقت؟ قل: لا، أسرقت؟ قل: لا»، علمي أنه سمَّى أبا بكر وعمر. ورواية عطاء عن أبي بكر وعمر منقطعة.
أما أثر عمر : فكما سبق في رواية عطاء، وأخرج عبد الرزاق (١٨٩٢٠)، من طريق عكرمة بن خالد، قال: أتي عمر بن الخطاب برجل فسأله: «أسرقت؟ قل: لا» فقال: لا، فتركه ولم يقطعه. وعكرمة بن خالد المخزومي، قال أحمد: (لم يسمع من عمر). ينظر: جامع التحصيل ص ٢٣٩.
وأما أثر أبي مسعود : فأخرجه عبد الرزاق (١٨٩٢١)، والبيهقي في الكبرى (١٧٢٧٩)، عن الثوري، عن حماد، عن إبراهيم، عن أبي مسعود الأنصاري، أنه أُتي بامرأة سرقت جملاً فقال: «أسرقت؟ قولي: لا»، وأخرجه ابن أبي شيبة (٢٨٥٧٥)، عن جابر، عن مولًى لأبي مسعود، عن أبي مسعود : قال: أتي برجل سرق، فقال: «أسرقت؟ قل: وجدته، قال: وجدته، فخلى سبيله»، وإبراهيم هو النخعي، قال ابن المديني: (لم يلق أحدًا من أصحاب النبي . ينظر: جامع التحصيل ص ١٤١.
وأما أثر أبي الدرداء: فأخرجه عبد الرزاق (١٨٩٢٢)، وابن أبي شيبة (٢٨٥٧٤)، والبيهقي في الكبرى (١٧٢٧٨)، من طريق يزيد بن أبي كبشة، عن أبي الدرداء أنه أتي بامرأة سرقت يقال لها: سلامة فقال لها: «يا سلامة أسرقت؟ قولي: لا»، قالت: «لا» فدرأ عنها، ورجال إسناده ثقات عدا يزيد بن أبي كبشة الشامي فلم يوثقه إلا ابن حبان وقال ابن حجر في التقريب: (مقبول)، وذكره في الفتح فقال: (ثقة). ينظر: الفتح ٦/ ١٣٦، تهذيب التهذيب ١١/ ٣٥٥.