للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عُثْمانَ تَرَكَ القِتالَ على مَنْ بَغَى عَلَيهِ مع القُدْرةِ عَلَيهِ، ومَنَعَ غَيرَه مِنْ قِتالِهم، وصَبَرَ على ذلك (١)، ولو لم يَجُزْ؛ لَأنْكَرَ الصَّحابةُ عليه (٢) ذلك.

وعلى اللُّزومِ: إنْ أمْكَنَه أنْ يَهرُبَ، أوْ يَحْتَمِيَ، أوْ يختفي (٣)؛ ففي جَوازِ الدَّفْع وَجْهانِ.

وظاهِرُه: أنَّه لا يَجِبُ الدَّفْعُ عن حُرْمَتِه، ولَيسَ كذلك، بَلْ هو قويلٌ (٤)،


(١) من ذلك ما أخرجه ابن أبي شيبة (٣٧٠٨٢)، وابن سعد في الطبقات (٣/ ٧٠)، والخلال في السنة (٢/ ٣٣٣)، من طريق هشام بن حسان، عن ابن سيرين قال: جاء زيد بن ثابت إلى عثمان فقال: «هذه الأنصار بالباب قالوا: إن شئت أن نكون أنصار الله مرتين، فقال: أما القتال فلا»، ورجاله ثقات لكن في رواية ابن سيرين عن زيد كلام، قال ابن عبد الهادي: (ورواية ابن سيرين عن زيد كأنَّها مرسلة، وقد قال البخاريُّ إنَّه سمع منه، وقال يحيى بن معين: دخل على زيد بن ثابت وهو صغير).
وأخرج سعيد بن منصور (٢٩٣٦)، من طريق أبي معشر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة ، قال: «كنت محصورًا مع عثمان بن عفان في الدار، فرمي رجل منا فقتل، فقلت لعثمان: يا أمير المؤمنين أما طاب الضراب؟ قتلوا رجلاً منا، فقال: عزمت عليك يا أبا هريرة إلا طرحت سيفك، فإنما تراد نفسي وسأقي المؤمنين اليوم بنفسي»، وفيه أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي وهو ضعيف.
وأخرج أحمد (٢٤٢٥٣)، وابن ماجه (١١٣)، وابن حبان (٦٩١٨)، عن قيس بن أبي حازم عن عائشة ، قالت: قال رسول الله في مرضه: «وددت أن عندي بعض أصحابي» قلنا: يا رسول الله، ألا ندعو لك أبا بكر … الحديث، وفيه: قال: قيس، فحدثني أبو سهلة مولى عثمان، أن عثمان بن عفان، قال يوم الدار: «إن رسول الله عهد إليَّ عهدًا، فأنا صائر إليه» وفي لفظ: «وأنا صابر عليه»، قال قيس: فكانوا يرونه ذلك اليوم. صححه ابن حبان والبوصيري. ينظر: تاريخ الطبري ٤/ ٣٦٥، البداية والنهاية ١٠/ ٢٩٨، تنقيح التحقيق ٣/ ٤٢٨، زوائد ابن ماجه ١/ ١٩.
(٢) قوله: (عليه) سقط من (م).
(٣) قوله: (أو يختفي) سقط من (م).
(٤) في (م): قوتك.