للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال (١) ابنُ المنْذِرِ: ولا (٢) أعلم (٣) أحدًا وافَقَ أهلَ الحديث على كُفْرِهم (٤)، قال ابنُ عبدِ البَرِّ: في الحديث (٥) الذي رُوِّيناهُ: «يَتَمادَى في الفرق (٦)» (٧) يدلُّ على أنَّه لم يُكفِّرْهم (٨).

قال المؤلِّفُ: والصَّحيحُ أنَّ الخوارجَ يَجُوزُ قَتْلُهم ابْتِداءً، والإجازةُ على جَريحِهم.

(وَعَلَى الْإِمَامِ أَنْ يُرَاسِلَهُمْ، وَيَسْأَلَهُمْ مَا يَنْقِمُونَ مِنْهُ (٩)؛ للنَّصِّ؛ إذ المُراسَلَةُ والسُّؤالُ طريقٌ إلى الصُّلح؛ لأِنَّ ذلك وسيلةٌ إلى رجوعهم إلى الحقِّ، وقد رُوِيَ: «أنَّ عليَّ بنَ أبي طالِبٍ راسَلَ أهْلَ البصرة (١٠) قَبْلَ وَقْعَةِ الجَمَلِ» (١١)، و «لمَّا اعْتَزَلَتْهُ الحَرُورِيَّةُ بَعَثَ إلَيهِم عبدَ الله بنَ عبَّاسٍ، فَوَاضَعُوهُ


(١) في (ن): قال.
(٢) في (م): لا.
(٣) في (ن): ولا نعلم.
(٤) ينظر: الإشراف ٨/ ٢٢٥.
(٥) قوله: (في الحديث) في (م): والحديث.
(٦) كذا في النسخ الخطية، وفي مصادر التخريج: «يتمارى في الفوق»، أي: يتشكك، هل بقي فيها شيء من الدم، والفوقة: موضع الوتر من السهم، قال ابن الأنباري: الفوق يذكر ويؤنث. ينظر فتح الباري ١٢/ ٢٩٠.
(٧) أخرجه البخاري (٥٠٥٨)، ومسلم (١٠٦٤)، من حديث أبي سعيد في صفة الخوارج وفيه: «يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يرى شيئًا، وينظر في القدح فلا يرى شيئًا، وينظر في الريش فلا يرى شيئًا، ويتمارى في الفوق»، وعند مسلم: «فيتمارى في الفوقة» وعند النسائي في الكبرى (٨٠٣٥): «ويتمادى في الفوق».
(٨) ينظر: التمهيد ٢٣/ ٣٢٦.
(٩) قوله: (ويسألهم ما ينقمون منه) سقط من (ظ) و (م).
(١٠) في (م): البقرة.
(١١) أخرجه البيهقي في الكبرى (١٦٧٤٣)، وليس فيه التصريح بمراسلة أهل البصرة، وضعف الألباني سنده. ينظر: الإرواء ٨/ ١١٠.