للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وسمَّيته ب: «المُبدع شرح المُقنع»، واللهَ أسأل أن ينفعَ به، ويجعلَه خالصًا لوجهِه الكريمِ، إنَّه غفورٌ رحيمٌ.

قال المؤلِّف رحمه الله تعالى (١): (الْحَمْدُ لِلهِ)، افتتح (٢) كتابه بعد التَّبرُّك بالبسملة بحمد الله؛ أداءً لحقٍّ يُنبئ عمَّا يجب عليه (٣) من شكر نعمائه الَّتي تأليفُ (٤) هذا المختصر أثرٌ من آثارها، ولقوله : «كلُّ أمرٍ ذِي بَالٍ لا يُبدأُ فيه بحمدِ اللهِ فهو أجذمُ» رواه أبو داود، وابن حبَّان في «صحيحه»، من حديث أبي هريرة (٥)، ومعنى «ذي بال» أي: حَال يُهتمُّ به. و «الأجذمُ» بالجيم والذال المعجمة: هو الأقطع، ومعناه: أنَّه مقطوعُ البركةِ.

والحمد: هو الثَّنَاءُ باللسانِ على قَصدِ التَّعظيمِ، سواءٌ تعلَّق بالنِّعمة أو بغيرها، والشُّكر ينبئُ عن تعظيم المُنعم لكونه مُنعِمًا، سواءٌ كان باللِّسان أو بالجَنان أو بالأركان.

فمورد الحمد: هو اللِّسان وحدَه، ومُتَعلَّقه: النِّعمة وغيرها، والشُّكر (٦) يعمُّ اللِّسانَ وغيرَه، ومُتَعلَّقُه: النِّعمة فقط.


(١) كتب على هامش الأصل: (ولد مصنف المقنع موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي بقرية بجبل من جبل نابلس من الأرض المقدسة في شهر شعبان سنة ٥٤١، وتوفي نهار السبت وهو يوم عيد الفطر بدمشق، ودفن يوم الأحد من سنة ٦٢٠، ودفن بجبل قاسيون تحت مغارة توبة، وكان الخلق لا يحصي عددهم إلا الله ، انتهى).
(٢) زاد في (أ): (الشيخ).
(٣) قوله: (يُنبئ عمَّا يجب عليه) هو في (ب) و (و): شيء مما يجب على.
(٤) في (و): بتأليف.
(٥) أخرجه أبو داود (٤٨٤٠) وابن ماجه (١٨٩٤) وابن حبان (١) من حديث أبي هريرة به، أعله النسائي والدارقطني بالإرسال، وفي سنده قرة بن عبدالرحمن المعافري، ضعفه جماعة، وصحح الحديث ابن حبان وأبو عوانة، وحسنه النووي، وابن الصلاح، وابن الملقن، ينظر: العلل للدارقطني (٨/ ٣٠)، السنن له (١/ ٤٢٧)، تحفة الأشراف (١٣/ ٣٦٨)، البدر المنير (٧/ ٥٢٨)، الإرواء (١/ ٣٠).
(٦) قوله: (والشكر) سقط من (ز).