للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فالحمد أعمُّ من الشُّكر باعتبار المتعلَّق، وأخصُّ باعتبار المورد، وعكسه الشُّكر، فبينهما عموم وخصوص من وجه؛ لأنَّهما يجتمعان في مادَّة؛ وهو الثَّناء باللِّسانِ في مُقابَلة الإحسان، ويفترقان في صدق الحمدِ فقط على الوصف بالعلم والشَّجاعة (١)، وصدق الشُّكر فقط على الثناء بالجَنان أو الأركان في مقابلة الإحسانِ.

وقيل: الحمد أعمُّ من الشُّكر. وقيلَ: هما سواء.

ونقيض الحمد: الذَّمُّ، ونقيض الشُّكر: الكفر.

والألف واللَّام فيه للعموم، أي: يستحق المحامدَ كلَّها (٢).

واختلف في اشتقاقه؛ فقال النَّضر بن شميل (٣): (هو مشتقٌّ من «الحَمَدَة»، وهي شدة (٤) لهب النار)، وقال ابن الأنباري (٥): (هو مقلوب من «المدح»؛ كقولهم: ما أطيبه وأَيطبَه (٦).

(للهِ): اسم للذات الواجب الوجود، المستحق لجميع المحامد، ولهذا لم


(١) قوله: (والشجاعة) سقط من (و).
(٢) قوله: (أي يستحق المحامد كلها) سقطت من (أ).
(٣) هو أبو الحسن النضر بن شميل بن خرشة بن يزيد بن كلثوم بن عبدة بن زهير السكب، التميمي المازني، النحوي، البصري؛ كان عالمًا بفنون من العلم، صاحب غريب وفقه وشعر ومعرفة بأيام العرب، وهو من أصحاب الخليل بن أحمد، توفي سنة ٢٠٤ هـ. ينظر: وفيات الأعيان ٥/ ٣٩٧، تاريخ الإسلام ٥/ ٢٠٧.
(٤) في (أ): سكرة.
(٥) هو محمد بن القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن بن بيان، أبو بكر بن الأنباري، محدث، مفسر، لغوي، نحوي، قال محمد بن جعفر التميمي: (ما رأينا أحدًا أحفظ من ابن الأنباري ولا أغزر من علمه)، توفي سنة ٣٢٨ هـ، من تصانيفه: عجائب علوم القران، وغريب الحديث، والمشكل في معاني القرآن. ينظر: سير أعلام النبلاء ١٥/ ٢٧٤، وتاريخ بغداد ٣/ ١٨٩.
(٦) في (ز): وأيطب به.