للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمُداوَمَةُ على الصَّغيرة كالكبيرة في رَدِّ الشَّهادة.

وإنْ كان ما اتَّصَفَ به غَيرَ مُحرَّمٍ؛ كان المانِعُ مِنْ قَبولِ شَهادتِه؛ كَونَه فَعَلَ دَناءَةً وسَفَهًا، وذلك مِنْ فَقْدِ المُروءةِ.

فقَولُه: «لا تُقبَلُ شَهادَةُ المصافِع (١) … » إلى آخِرِه، فَفِعْلُ كلِّ واحِدٍ منها دناءةٌ وسَفَهٌ مِنْ غَيرِ تحريمٍ؛ لِأنَّها من (٢) الشَّرع، ولم تَرِد (٣).

ويَلتَحِقُ بما ذَكَرَه المؤلِّفُ: حِكايَةُ ما يُضحِكُ به النَّاسَ، ونارِنْجِيَّاتٌ (٤)، وتعزيمُه (٥)، وبَولُه في شارعٍ، وكَشْفُ رأسِه أوْ بطنِه أوْ صَدْرِه أوْ ظَهْرِه في مَوضِعٍ لم تَجْرِ العادةُ بكَشْفِه فِيهِ، وتحريشُ البهائم والجَوارِحِ للصَّيد، ودَوامُ اللَّعِبِ والمعالَجة بشَيْل (٦) الأحْجارِ والخَشَب الثِّقال، وما عَدَّه النَّاسُ سَفَهًا؛ كمُتَزَيٍّ بِزِيٍّ يُسخَرُ منه.

تنبيهٌ: يُكرَهُ غِناءٌ، قاله الخَلاَّلُ وصاحِبُه، واختاره القاضِي؛ لحديثِ عائشةَ: «وعِندِي جارِيَتانِ تغنِّيانِ … » الخَبَرَ (٧)، وقال عمرُ: «الغناء (٨) زاد الرَّاكِبُ» (٩).


(١) في (م): الصانع.
(٢) في (ن): في.
(٣) في (ظ): لم يرد.
(٤) النَّارِنْجِيَّات: تشبيه وتلبيس؛ كالسحر، وليس بسحر. ينظر: تاج العروس ٦/ ٢٣٦.
(٥) في (ن): وتعزمه.
(٦) في (م): بسبيل.
(٧) أخرجه البخاري (٩٤٩)، ومسلم (٨٩٢).
(٨) في (ن): المغنى.
(٩) أخرجه البيهقي في الكبرى (٩١٨٢)، وفيه أسامة بن زيد بن أسلم وهو ضعيف من قبل حفظه، وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ١٩٧)، عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قال عمر . ورواية عروة بن الزبير عن عمر مرسلة. قاله أبو حاتم وأبو زرعة. ينظر: جامع التحصيل (ص ٢٣٦).