للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

«من اقتَطَع من الأرضِ شبرًا بغير حقٍّ؛ طُوِّقَه (١) يومَ القيامةِ من سبع أرضين» (٢).

(وَلَا فِي السَّمَاءِ)، قال قتادة: (خُلقت قبل الأرض) (٣)؛ لقوله تعالى: ﴿أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا﴾ [النَّازعَات: ٢٧] إلى قوله: ﴿وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (٣٠)[النَّازعَات: ٣٠]، وقال تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ﴾ [الأنعَام: ١].

وقال مجاهد: (إنه تعالى أيبَسَ الماء الذي كان عرشه عليه، فجعلَه أرضًا، وثار منه دخانٌ، فارتفعَ فجعلَه سماءً، فصارَ خَلقُ الأرضِ قَبلَ السَّماء، ثمَّ قصدَ أمره إلى السَّماء فسواهنَّ سبع سماواتٍ، ثمَّ دحا الأرض بعد ذلك، وكانت إذ خلقها غير مَدحُوَّة) (٤).

(وَلَا تَحْتَ أَطْبَاقِ الْجِبَالِ)، واحدها جبل، وأعظمها خلقًا جبل (٥) قاف، قال المفسِّرون (٦): هو أخضر من زَبَرْجَدَةٍ خضراء، ومنها خضرة السَّماء، وهو محيط بالدُّنيا إحاطة بياض العين بسوادها، ومن ورائه خلق لا يعلمها (٧) إلَّا


(١) في (ب) و (و): طوقه الله.
(٢) أخرجه البخاري (٣١٩٨) ومسلم (١٦١٠) من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل .
(٣) تفسير الطبري ٩/ ١٤٥.
(٤) أورده القرطبي في تفسيره بلفظه دون إسناد (١/ ٢٥٥)، وأخرجه مسندًا بمعناه: عبد الرزاق في تفسيره (٢٩)، وابن جرير في التفسير (١/ ٤٦٣)، وابن أبي حاتم في التفسير (٣٠٥).
(٥) قوله: (وأعظمها خلقًا جبل) سقط من (ب) و (و).
(٦) قال الحافظ ابن كثير ٧/ ٣٩٤: (وقد روي عن بعض السلف أنهم قالوا (ق): جبل محيط بجميع الأرض، يقال له: جبل قاف. وكأن هذا - والله أعلم - من خرافات بني إسرائيل التي أخذها عنهم بعض الناس، لما رأى من جواز الرواية عنهم فيما لا يصدق ولا يكذب، وعندي أن هذا وأمثاله وأشباهه من اختلاق بعض زنادقتهم، يلبسون به على الناس أمر دينهم).
(٧) قوله: (خلق لا يعلمها) في (أ): (خلق لا يعلمهم)، وفي (ب) و (و) و (ز): خلائق لا يعلمها.