للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الله، وخلقها الله لحكمة، وهي أنَّ الحوت لمَّا اضطرب تزلزلت (١) الأرض، فأرسل عليها الجبال فقرَّت، فالجبال تفخر على الأرض، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ﴾ [الأنبيَاء: ٣١].

قال بعض المهندسين (٢): لو لم تكن الجبال لكان وجه الأرض (٣) مستديرًا أملس، ولو كان كذلك، لغطَّى الماء جميع جهاتها وأحاطَ بها.

(عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ)؛ لأنَّه تعالى يعلم ما غاب عن العيون ممَّا لم يُعايَن ولم يُشاهَد، وقيل: هما السِّرُّ والعلانية.

والإشارة به: أنَّ العلم ينقسم إلى شهادة وغَيب، فالشَّهادة: ما حصلت معرفتُه من طريق الشُّهود، وما عدا ذلك فهو غَيب بالإضافة إليه.

(الْكَبِيرِ): العظيم. (الْمُتَعَالِ): المنزَّه عن صفات المخلوقين.

واعلم أنَّه قد أُنكر على المؤلف في إسقاط التَّشهُّد من الخطبة؛ لما ورد في الحديث: «كلُّ خُطبة ليس فيها تشهُّد فهي كاليد الجذماء» (٤).

وأجيب عنه: بأنَّ ما سبق فهو كافٍ.

(وَصَلَّى اللهُ)؛ لما فرغ من الثناء على الله تعالى؛ قرَن ذلك بالصَّلاة على نبيِّه؛ لقوله تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (٤)[الشَّرح: ٤] قال: لا أُذكَر إلَّا ذُكِرت معي (٥).


(١) قوله: (اضطرب تزلزلت) في (ب): اضطربت نزلت، وفي (و): اضطرب نزلت.
(٢) قال الخليل في العين ٤/ ١٢٠: (المهندس: الذي يقدر مجاري القنى، ومواضعها حيث يحتفر، وهو مشتق من الهندزة، فارسي صيرت الزاي سينًا).
(٣) من هنا يوجد سقط من (و).
(٤) أخرجه أبو داود (٤٨٤١)، والترمذي (١١٠٦)، وابن حبان (٢٧٦٩)، من حديث أبي هريرة ، قال الترمذي: (حديث حسن غريب)، وتفرد به عبد الواحد بن زياد عن عاصم بن كليب، قاله مسلم؛ قال البيهقي بعد أن أسند كلام مسلم: (عبد الواحد بن زياد من الثقات الذي يقبل منهم ما تفردوا به)، وصححه الألباني، ينظر: السنن الكبرى للبيهقي (٣/ ٢٠٩)، الصحيحة للألباني (١٦٩).
(٥) أخرجه الطبري في التفسير ٢٤/ ٤٩٤، والخلال في السنة (٣١٨)، وابن حبان (٣٣٨٢)، وأبو يعلى الموصلي (١٣٨٠)، من طريق دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري ، ودراج هو ابن سمعان المصري ضعيف في روايته عن أبي الهيثم، صدوق في غيره، قال أحمد: (أحاديث دراج، عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف)، وكذا قال أبو داود وغيره، وأخرجه الطبري ٢٤/ ٤٩٤ معلقًا من قول مجاهد بإسناد صحيح. ينظر: تهذيب التهذيب ٣/ ٢٠٩، السلسلة الضعيفة (١٧٤٦).