للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بجِلسة الرَّجل، وأبلَغُ في الإكمال والضَّمِّ، وأسهلُ عليها.

وظاهره (١): أنَّها مخيَّرة بين الجلوس متربِّعةً أو السَّدلِ؛ لاستوائهما، ولكن السَّدل أفضل، نَصَّ عليه (٢)، واختاره في «شرح الهداية».

ولا تَجهَر بقراءة إن سمعها أجنَبِيٌّ، وإلاَّ جَهَرت كذِكْرٍ.

(وَهَلْ يُسَنُّ لَهَا رَفْعُ الْيَدَيْنِ؟ عَلَى رِوَايَتَيْنِ):

إحداهما (٣): يُسنُّ، قدَّمه ابنُ تميمٍ والجَدُّ، وهو عُمومُ كلامِ الأصحابِ؛ «لأنَّ أمَّ سلمة كانت تَرفَع يدَيها (٤)، ورواه (٥) سعيدٌ عن أمِّ الدَّرداء (٦)، ورواه الخلاَّلُ عن حفصةَ بنتِ سِيرِينَ (٧)، وقياسًا على الرَّجل.

والثَّانيةُ: لا يُسنُّ، جزم بها في «الوجيز»، قال القاضي، وتبعه في «الشَّرح»: لأنَّه في معنى التَّجافِي.

فعلى هذا: هل (٨) يُكرَه أو يجوز؟ على روايتَين.


(١) في (ب) و (و): فظاهره.
(٢) ينظر: مسائل عبد الله ص ٧٩، مسائل ابن منصور ٢/ ٥٥٥.
(٣) كتب على هامش (ز): وهي المذهب.
(٤) لم نقف عليه. وقد ذكره أيضًا في الشرح الكبير ٣/ ٥٨٦.
(٥) في (أ): رواه.
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة (٢٤٧٠)، والبخاري في التاريخ الكبير (٦/ ٧٨)، وفي رفع اليدين (٢٣، ٢٤)، عن عبد ربه بن سليمان بن عمير قال: رأيت أم الدرداء ترفع يديها في الصلاة حذو منكبيها حين تفتتح الصلاة، وحين تركع، وإذا قال: «سمع الله لمن حمده» رفعت يديها وقالت: «ربنا ولك الحمد». وعبد ربه قال فيه الذهبي: (مجهول)، ووثقه ابن حبان ومروان بن محمد الطاطري، وأم الدرداء هي الصغرى، تابعية ثقة فقيهة. ينظر: تاريخ أبي زرعة ص ٣٣٤، ميزان الاعتدال ٢/ ٥٤٤، التقريب ص ٧٥٨.
(٧) أخرجه ابن أبي شيبة (٢٤٧٥)، وحرب الكرماني - الطهارة والصلاة - (٧٥٢)، عن عاصم الأحول قال: «رأيت حفصة بنت سيرين تصلي، فإذا ركعت رفعت يديها عند ثدييها»، وفيه يحيى بن ميمون، قال في التقريب ص ٥٩٧: (متروك).
(٨) في (و): كله.