للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وسبق: إذا تلَى آيةً فيها ذِكرُ النَّبيِّ .

(وَعَنْهُ: يُكْرَهُ فِي الْفَرْضِ)؛ لأنَّ المنقول عنه في النَّفل، فيُقتصر عليه.

وعنه: يَفعَلُه إن صلَّى وحدَه، ونقل الفضْلُ: لا بأْسَ أن (١) يقولَه مأمومٌ، ويَخفِضُ صوتَه (٢).

وقال أبو بكرٍ الدِّينَوَرِي وابنُ الجوزي: معنى ذلك تَكرارُ الآيةِ، قال ابنُ تميم: وليس بشيءٍ.

قال أحمدُ: (إذا قرأ ﴿أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (٤٠)[القِيَامَة: ٤٠] في صلاةٍ وغيرِها قال: سبحانك فبلى) (٣)، في فرضٍ ونفلٍ، ومنع منه ابنُ عَقيلٍ فيهما.

فائدة: سُئل بعضُ أصحابنا عن القراءة بما فيه دُعاءٌ، هل يحصلان له؟ فتوقَّف، ويتوجَّه الحصولُ؛ لخبر (٤) أبي ذرٍّ: أنَّ النَّبيَّ قال: «إن الله (٥) ختَم سورةَ البقرة بآيتَين أعطانِيهما من كنزِه (٦) الذي تحتَ العرشِ، فتعلَّموهنَّ، وعلِّموهنَّ نساءَكم وأبناءَكم؛ فإنَّها صَلاةٌ وقُرآنٌ ودُعاءٌ» رواه الحاكِمُ، وقال: على شرط البخاريِّ (٧).


(١) في (و): بأن.
(٢) ينظر: الفروع ٢/ ٢٧١.
(٣) ينظر: مسائل ابن منصور ٢/ ٤٧٦.
(٤) في (و): بخبر.
(٥) قوله: (إن الله) سقط من (أ).
(٦) في (أ) و (ب) و (د) و (و) و (ز): تحت الكنز.
(٧) هذا الحديث اختلف في وصله وإرساله، فأخرجه الحاكم (٢٠٦٦) من طريق عبد الله بن صالح المصري، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن أبي ذر موصولاً، قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه).
ورواه مرسلاً عبد الله بن وهب، ومعن بن عيسى القزاز، وهما ثقتان حافظان، فتُرجَّح روايتهما على رواية عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو كما قال ابن حجر في التقريب: (صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة)، أخرج رواية ابن وهب أبو داود في المراسيل (٩١)، وأخرج رواية معن الدارمي (٣٤٣٣).
وأخرجه أحمد (٢١٣٤٣) موصولاً بنحوه، من طريق ربعي بن حراش، عمن حدثه عن أبي ذر، وفي طريق آخر (٢١٣٤٤)، عن ربعي، عن زيد بن ظبيان أو عن رجل، وفي أخرى (٢١٣٤٥)، عن ربعي، عن خرشة بن الحر، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر. فأما زيد بن ظبيان الكوفي فمقبول، وأما خرشة والمعرور فهما ثقتان من رجال الصحيح.