للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(مَاءٌ طَهُورٌ)؛ قدَّمَه على قسيميه لمزيَّته بالصِّفتين.

والطُّهور بضم الطَّاء: المصدر، قاله اليزيدي (١)، وبفتحها: هو الطَّاهر في ذاته، المطهِّر غيرَه، مثل الغَسول الذي يُغسل به، فعلى هذا هو من الأسماء المتعدية وم ش (٢).

وقال هـ (٣) وابن داود (٤): هو من الأسماء اللازمة بمعنى الطَّاهر سواء؛ لأنَّ العرب لا تفرِّق بين فاعل وفَعول في التَّعدِّي واللُّزوم؛ كقاعد وقَعود، وإذا كان الطَّاهر غير متعدٍّ؛ فالطهور كذلك، وأيضًا: لو كان الطهور متعدِّيًا لم يصدق عليه هذا الإطلاق حقيقةً إلَّا بعد وجود التَّطهير؛ كقتول وضروب.

وجوابه: قوله تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ﴾ [الأنفَال: ١١]، وفي الصَّحيحين من حديث جابر مرفوعًا: «وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطَهورًا» (٥)، ولو أراد به الطَّاهر لم يكن له مزية على غيره؛ لأنَّه طاهر في حقِّ كلِّ أحد.


(١) هو أبو محمد، يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي، المعروف باليزيدي، المقرئ النحوي اللغوي، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد، من مصنفاته: النوادر، والمقصور والممدود، توفي سنة ٢٠٢ هـ. ينظر: وفيات الأعيان ٦/ ١٨٣، سير أعلام النبلاء ٩/ ٥٦٢.
(٢) ينظر: الذخيرة ١/ ١٦٨، الحاوي ١/ ٣٨.
(٣) في (ب): ح، وفي (أ): (وقال وابن داود). وينظر مذهب الحنفية: البناية شرح الهداية ١/ ٣٩٦.
(٤) هو محمد بن داود بن علي بن خلف الظاهري، أبو بكر، الذي يُنسب إليه المذهب الظاهري، أديب، شاعر، من أذكياء العالم، من مصنفاته: الزهرة في الأدب، والوصول إلى معرفة الأصول، توفي سنة ٢٩٧ هـ. ينظر: وفيات الأعيان ٤/ ٢٥٩، سير أعلام النبلاء ١٣/ ١٠٩.
(٥) أخرجه البخاري (٣٣٥)، ومسلم (٥٢١).