للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(وَعَنْهُ: أَنَّ الْجَمِيعَ قَبْلَ السَّلَامِ) (١)، اختاره أبو محمَّد الجَوزي وابنه أبو الفرَج، قال في «الخلاف»: وهو القياس؛ لحديث ابن بُحَينَةَ وغيره (٢)، قال الزُّهريُّ: (كان آخر الأمرَين السُّجودَ قبل السَّلام) (٣).

وعنه: عكسه؛ لحديث ثَوبان: «لكلِّ سهوٍ سجدتان بعدَ التَّسليمِ» رواه سعيدٌ من رواية إسماعيل بن عيَّاش عن الشاميِّين (٤).

(وَعَنْهُ (٥): مَا كَانَ مِنْ زِيَادَةٍ فَهُوَ بَعْدَ السَّلَامِ، وَمَا كَانَ مِنْ نَقْصٍ كَانَ قَبْلَهُ)، وقاله أبو ثَورٍ؛ لأنَّه سجد في حديث ابن بُحَينةَ قبل السَّلام، وكان من نقص.

والصَّحيح: أنَّ كلَّ سجود سجده بعد السَّلامِ (٦)؛ فهو بعد السَّلام، وسائر السُّجود قبله.

وعنه: عكسه.

وهذا الخلافُ في محلِّ وجوبه، وهو ظاهر «المستوعب» و «التَّلخيص»، واختاره الشَّيخ تقيُّ الدِّين (٧)، ويدلُّ عليه كلامُ أحمدَ.


(١) كتب على هامش (و): وهذا مروي عن أبي هريرة والأزهري والليث والأوزاعي ومذهب الشافعي.
(٢) أخرجه البخاري (١٢٢٤)، ومسلم (٥٧٠).
(٣) أخرجه البيهقي (٣٨٣٦)، من طريق مطرف بن مازن، عن معمر، عن الزهري، قال البيهقي: (قول الزهري منقطع لم يسنده إلى أحد من الصحابة، ومطرف بن مازن غير قوي). ينظر: التلخيص الحبير ٢/ ١٤.
(٤) كتب على هامش (و): (وهذا مروي عن علي وسعد وابن مسعود وعمار وابن عباس وابن الزبير وأنس والحسن، ويقال: أصحاب الرأي قالوا: وله فعلهما قبل السَّلام)، والحديث سبق تخريجه ٢/ ٢٩٩ حاشية (٥).
(٥) كتب على هامش (و): (هذا مذهب مالك، واختاره الشيخ تقي الدين).
(٦) قوله: (بعد السَّلام) سقط من (و).
(٧) ينظر: مجموع الفتاوى ٢٣/ ٢٠ - ٢٤، الاختيارات ص ٩٤.