للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ولا بَأسَ بالصلاةِ في الكَنِيسَةِ النظِيفَةِ. رُوِيَ ذلك عن عُمَرَ، وأبي موسى؛ وهو قول الحسنِ، وعُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ، والشعْبِي، والأوْزاعِي. وكَرِه ابنُ عباس ومالكٌ الكنائِسَ؛ لأجْلِ الصُّوَرِ. وقال ابنُ عَقِيل: تُكْره الصلاةُ فيها؛ لأنه كالتَّعْظِيمِ والتبجِيلِ لها، وقِيل: لأنه يُضِر بهم. ولَنا، أن النَّبِيّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم- صلَّى في الكَعْبَةِ وفيها صُوَر (١)، ثم قد دَخَلتْ في عُمُومِ قولِه -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم-: «فَأيْنَمَا أدْرَكتكَ (٢) المملَاةُ فَصَل، فَإنهُ مَسْجِدٌ». مُتَّفق عليه (٣).


(١) أخرج أبو داود، من حديث جابر، أن النَّبِيّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم- أمر عمر بن الخطاب زمن الفتح وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها، فلم يدخلها النَّبِيّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم- حتَّى محيت كل صورة فيها. في باب في الصورة: من كتاب اللباس. سنن أبي داود ٢/ ٣٩٣.
قال ابن قيم الجوزية: وفي القصة [أي قصة فتح مكة] أن النَّبِيّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم- دخل البيت وصلى فيه، ولم يدخله حتى محيت الصور منه، ففيه دليل على كراهة الصلاة في المكان المصور. زاد المعاد ٣/ ٤٥٨.
(٢) في الأصل: «أدركت».
(٣) تقدم تخريجه في ١/ ٣٤.