للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

يَأْتِي بِخَيرٍ، وإنَّما يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ البَخِيلِ». مُتَّفَقٌ عليه (١). الثالثُ، المُباحُ، مثل الحَلِفِ على فِعْلٍ مُباحٍ أو تَرْكِه، والحَلِفِ على الخَبَرِ بشيءٍ هو صادِقٌ فيه، أو يَظُنُّ أنَّه فيه صادِقٌ، فإنَّ اللهَ تعالى قال: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْو فِي أَيمَانِكُمْ} (٢). ومِن صُورِ اللَّغْو أن يَحْلِفَ على شيءٍ يَظُنُّه كما حَلَف، ويَبِينَ بخِلافِه. الرابعُ، المَكْرُوهُ، وهو الحَلِفُ على مَكْرُوهٍ، أو تَرْكِ مندوبٍ، قال اللهُ تعالى: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَينَ النَّاسِ} (٣). ورُوِيَ أنَّ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ، رَضِيَ اللهُ عنه، حَلَفَ لا يُنْفِقُ على مِسْطَحٍ بعدَ الذي قال لعائِشةَ ما قال، وكان مِن أهلِ الإفْكِ، فأنْزَلَ اللهُ تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا} (٤). قيلَ: المرادُ بقولِه: {وَلَا يَأْتَلِ}. أي


(١) أخرجه البخاري، في: باب إلقاء العبد النذر إلى القدر، من كتاب القدر، وفي: باب الوفاء بالنذر، من كتاب الأيمان والنذور. صحيح البخاري ٨/ ١٥٥، ١٧٦. ومسلم، في: باب النهي عن النذر وأنه لا يرد شيئًا، من كتاب النذر. صحيح مسلم ٣/ ١٢٦١.
كما أخرجه أبو داود، في: باب كراهية النذر، من كتاب الأيمان والنذور. سنن أبي داود ٢/ ٢٠٧. والترمذي، في: باب في كراهية النذر، من أبواب النذور. عارضة الأحوذي ٧/ ٢١، ٢٢. والنسائي، في: باب النهي عن النذر، وباب النذر لا يقدم شيئًا. . . .، وباب النذر يستخرج به من البخيل، من كتاب الأيمان. المجتبى ٧/ ١٥، ١٦. وابن ماجه، في: باب النهي عن النذر، من كتاب الكفارات. سنن ابن ماجه ١/ ٦٨٦. والدارمي، في: باب النهي عن النذر، من كتاب النذور. سنن الدارمي ٢/ ١٨٥. والإمام أحمد، في: المسند ٢/ ٦١، ٢٣٥، ٢٤٢، ٣٠١، ٣١٤، ٤١٢، ٤٦٣.
(٢) من سورة البقرة ٢٢٥، وسورة المائدة ٨٩.
(٣) سورة البقرة ٢٢٤.
(٤) سورة النور ٢٢.
والحديث تقدم تخريجه في ٢٥/ ١٥٣.